الدّرس السّادس والأربعون
في الغضب
الغضب : ثوران النفس واشتعالها لإرادة الانتقام ، ويستخرجه الكبر والحسد والحقد الدفينات في باطن النفس ، فالغضب من حالات النفس وصفاتها ومن آثاره صدور الأفعال والحركات غير العاديّة من صاحبه.
والغضب منه تعالىٰ : هو الإنتقام دون غيره فهو في الإنسان في صفات الذات ، وفي الله تعالىٰ من صفات الفعل ، ولذا يتّصف تعالىٰ بوجوده وعدمه ، وتتوجّه هذه القوّة عند ثورانها تارةً إلى دفع المؤذي قبل وقوعه ، وأخرىٰ إلى الانتقام لأجل التّشفّي بعد وقوعها والإنتقام قوت هذه القوّة ، وفيه شهوتها ولذّتها ولا تسكن إلّا به ، ولهذه القوة درجات ثالث :
حالة التفريط المذمومة : كضعفها في النفس بحيث لا يغضب فيما هو محمود فيه عقلا وشرعاً : كموارد دفع الضرر عن نفسه ، والجهاد مع أعداء الدين ، وموارد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحوها.