الدّرس الثّامن والأربعون
في البخل
البخل : إمساك المال وحفظه في مورد لا ينبغي إمساكه ، ويقابله الجود ، والبخيل من يصدر منه ذلك ، والمراد به في المقام هو : الحالة الباطنيّة والصفة العارضة على النفس ، الباعثة على الإمساك والمانعة عن الإنفاق. والشّحّ : أيضاً هو البخل ، وقيل : هو البخل مع الحرص ، فيحفظ الموجود ويطلب غير الموجود.
وهذه الصفة من أقبح صفات النفس وأخبثها ، ولها مراتب مختلفة في قبحها الخُلقي وحرمتها التكليفيّة ، فإنّه : إمّا أن يبخل عن بذل النفس ، أو عن بذل المال ، وأيضا : إمّا أن يبخل عن حقوق الله ، أو عن حقوق الناس وأيضاً : إمّا أن يبخل عن الواجب منها أو عن المندوب ، وعليه ففي موارد إطلاق ما دلّ على ذمّ البخل لا يعلم مرتبة الذّم وسنخ الحكم ما لم يعلم متعلّق الصفة.
وقد قال تعالىٰ
في الكتاب الكريم في وصف المتكبّرين : (
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ