الدّرس الرّابع
في ترك اتّباع الأهواء والشّهوات
قال تعالىٰ : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ ) (١). : ( وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) (٢). وقال تعالىٰ : ( فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ ) (٣). وقال تعالىٰ : ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ) (٤).
أقول : الهوى : ميل النفس إلى الشهوة ، وقد يطلق على النفس المائلة إلى الشهوة أيضاً ، ولعلّه سمّي بذلك لأنّه يهوي بصاحبه في الدنيا إلى كلّ داهيةٍ وفي الآخرة إلى الهاوية ، فإنّ من معاني هذه المادّة : السقوط ، وقوله : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ ) قدّم المفعول الثاني إعظاماً لذمّ اتباع الهوىٰ وعنايةً لتعظيمه الهوىٰ بحيث
____________________________
١) الجاثية : ٢٣ ، الفرقان : ٤٣.
٢) ص : ٢٦.
٣) القصص : ٥٠.
٤) النازعات : ٤٠ ـ ٤١.