الدّرس التّاسع
في التّقوىٰ والورع والمتّقين وصفاتهم
التّقوىٰ : مصدر وقى يقي وقياً ، فبدّل واو المصدر تاءً وياؤه واواً ، ومعناه : الحفظ والحراسة ، والمراد هنا : حفظ النفس عن مخالفة الله تعالى بفعل ما أوجبه وترك ما حرّمه ، وبمعناه الوقوىٰ والاتّقاء والتوقّي.
ثمّ إنّه لا اشكال في أنّ مواظبة الإنسان على فعل الواجب وترك الحرام توجب حصول ملكةٍ في النفس يسهل عليه الأفعال والتروك وان كانت مخالفة لميله وهواه.
والتقوى كلمة تطلق
على كلّ واحد من الأمرين ، أي : الملكة الحاصلة في النفس ، الباعثة على الوظائف الخارجيّة ، وعلى نفس الأعمال والتروك. ويبحث في علم الأخلاق تارةً عن نفس الملكة : لأنّها من مسائل العلم ، وأخرىٰ عن
الأفعال والتروك ؛ لأنّها تكون من أسباب حصولها ، كما أنّها تكون من آثارها ومسبّباتها ،
لما عرفت من أنّ بين الأفعال الخارجيّة والصفات والملكات تأثيرات متقابلة وإن كان