الدّرس الحادي عشر
في الخوف والرّجاء
هما من الأوصاف القلبيّة والصفات النفسيّة ، ووجودهما في الإنسان من ذاتيّاته وفطريّاته ، ولا يوجد إنسان لم يكونا فيه ولو بالنسبة إلى بعض الأمور ويختلفان بالقياس إلى الأشخاص وإلى المتعلّقات في الشّدّة والضعف اختلافاً كثيراً.
والمراد بالخوف في
المقام : الخوف من الله تعالى من مقام ذاته ، ومن غضبه وسخطه ، ومن عذابه في الدنيا وعقابه وناره في الآخرة. وبالرجاء : الرجاء منه تعالى ، رجاء رحمته وقربه وإحسانه في الدنيا ونعمه ورضاه وجنّته في الآخرة وهذان هما اللذان يمكن أن لا يوجدا في الإنسان أو يوجدا قليلاً ، وهما اللذان يجب عقلاً ونقلاً ـ تحصيلها بالتّفكر في عظمته وقدرته ، والتّأمل في أخذه للطاغين والعاصين وبطشه ، وما صنعه تعالى بالكفّار والمنافقين والمستكبرين من الأمم الماضية من الإهلاك بالطوفان والغرق والصاعقة والرجفة والصيحة والخسف