الدّرس الثّاني عشر
في حسن الظّن بالله تعالى
حسن الظّن بالله ملازم لرجائه ، أو هو علّة لتحقّقه ، وقد ذكر مدحه في النصوص ، ووردت في حسنه ولزوم تحصيله الحثوث ، وذلك لئلّا يغلب على المؤمن حالة الخوف فيترجّح على رجائه ، أو يحصل له اليأس من روح الله لكثرة ما أوعد الله في كتابه من العذاب والنار على الكافرين والعاصين مع الغفلة عما وعده تعالى في كتابه من الرحمة والمغفرة والجنّة للمؤمنين المطيعين أو يحصل له ذلك من وساوس الخنّاس ، من الجنّة والناس.
ويمكن أن يكون ذلك إرشاداً إلى حسن غلبة حالة الرجاء على الخوف ، لأنّ الله سبقت رحمته غضبه وعفوه عقابه ، وسيأتي ما يظهر منه الأمر.
وقد ورد في آيات من الكتاب الكريم ، كقوله تعالى في ذمّ كلّ منافق : ( الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ) (١) وقوله فيهم أيضاً : ( يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ
____________________________
١) الفتح : ٦.