الدّرس الثّالث عشر
في الصّدق ووجوبه وموارد استثنائه
الصّدق في اللغة : المطابقة ويقابله الكذب وهو : اللّا مطابقة. وكثر استعماله في مطابقة الكلام الإخباري للمخبر به ، أو لاعتقاد المخبر أو لكليهما ، بل قد قيل : إنّ هذا هو معناه الحقيقي وغيره مجاز ، ويستعمل الصدق في الاعتقاد المطابق للواقع وفي الفعل الموافق للقول ، وفي كلّ فعلٍ خارجيٍّ إذا وقع على النحو الذي يترقّب ويليق. فيقال : صدق في ظنّه ، وصدق في وعده ، وصدق في قتاله وعطائه.
والصّدّيق : كثير الصّدق أو من لم يكذب قطّ ، أو من لا يقدر على الكذب إلّا بعسر ؛ لاعتياده بالصدق. والصّدّيقون : قوم من الناس يتلون تلو الأنبياء كما قيل. والمراد بالبحث هنا : الصدق في الكلام أو ملكة الصدق فيه. ويقع الكلام في غيره أيضاً بالمناسبة.