الدّرس الرّابع عشر
في الشّكر
الشّكر في اللغة : الثناء ، يُقال : شكرته أو شكرت له ، أي : أثنيت عليه. أو هو بمعنى : الكشف ؛ لأنّه مقلوب كشر بمعنى : كشف ، والمراد هنا : مقابلة نعمة المنعم بالنّيّة أو القول أو الفعل ، ومعنى الأوّل : القصد إلى تعظيم صاحبها وتمجيده وتحميده ويلازم ذلك عرفانه بذاته وصفاته ومقامه والتّفكر في علل إنعامه وإحسانه ليعرف كيفية شكره ومقدار ما يجب عليه عقلاً من مقابلة نعمته والعزم على القيام بذلك مهما تيسّر.
ومعنى الثاني : إظهار ذلك بلسانه بما يناسب مقام المنعم ومقدار النعمة.
ومعنى الثالث :
إستعمال ما وصل إليه من النعمة فيما أراده المنعم ، إن علم كون البذل لغرضٍ خاصٍّ أو اشترط عليه مصرفاً معيّناً. وأن لا يصرفها في خلاف رضاه أو في مخالفته ومضادّته. هذا في الشكر بنحو الإطلاق ، وأمّا شكر المنعم تعالى
فهو من أوجب الواجبات العقليّة ، ولا يمكن الإتيان بشئٍ من شكر نعمه تعالى
إلّا