الدّرس الخامس عشر
في الصّبر
عرّفه المحقّق الطّوسي قدسسره بأنّه : حبس النفس عن الجزع عند المكروه. وعرّفه الراغب في مفرداته بأنّه : الامساك في ضيق ، يقال : صبرت الدابّة : حبستها بلا علفٍ ، والصبر حبس النفس على ما يقتضيه العقل أو الشرع ـ انتهى.
والأولى تعريفه بأنّه : ملكة قوّةٍ وصلابةٍ في النفس تفيد عدم تأثّرها عند المكاره ، وعدم تسليمها للأهواء ، ويسهل عليها القيام بما يقتضيه العقل ويطلبه الشرع ، فيسهل للصابر حبس النفس عند المصائب عن إضطراب القلب وشكاية اللسان وحركات الأعضاء على خلاف ما ينبغي. وعند المحرّمات والشهوات عن الوقوع في العصيان ، وعند الفرائض حملها على الطاعة والانقياد. وعلى هذا يدخل تحتها عدّة من الصفات وتكون من مصاديقها : كالشجاعة في الحروب ، ويضادّها الجبن ، وقوّة الكتمان ويضادّها الإذاعة ، والتقوى عن المحارم ويضادّها الفسق. والجود عن النفس والمال ويضادّها البخل ، وهكذا.