( وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ) (١). وغير ذلك من الآيات الشريفة.
وورد في النصوص : عليك بالصبر في جميع أمورك ، فإنّ الله بعث محمّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم فأمره بالصبر ، فصبر حتّى نالوه بالعظائم ورموه بها ، فأنزل الله : ( وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ) (٢) فصبر في جميع أحواله حتّى قاتل أعداءه ، فقتلهم الله على أيدي رسول الله وأحبّائه ، وجعله ثواب صبره مع ما ادّخر له في الآخرة فمن صبر واحتسب ، لم يخرج من الدنيا حتّى يقرّ الله عينه في أعدائه (٣).
والصبر رأس الإيمان ، فلا إيمان لمن لا صبر له (٤).
والحرّ حرّ في جميع أحواله ، إن نابته نائبةً صبر لها ، وإن تتراكب عليه المصائب لم تكسره ، كما صبر يوسف الصّدّيق فجعل الله الجبّار العاتي عبداً له. فالصبر يعقب خيراً ، فاصبروا ووطّنوا أنفسكم بالصبر تؤجروا (٥).
والجنّة محفوفة بالمكاره فمن صبر عليها في الدنيا دخل الجنّة (٦).
والصبر في الأمور بمنزلة الرأس من الجسد. فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد ، وإذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور (٧).
والإنسان إن صبر على المصائب يُغتبط ، وإن لا يصبر ينفذ الله مقاديره راضياً
____________________________
١) الإنسان : ١٢.
٢) الأنعام : ٣٤.
٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٨٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٦٠ و ٦١ ـ الصافي : ج ٣ ، ص ١٢٤ ـ نور الثقلين : ج ٥ ، ص ١١٧.
٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٨٧ ـ وسائل الشيعة : ج ٢ ، ص ٩٠٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ١٨٣ وج ٧١ ، ص ٦٧ و ٩٢.
٥) الكافي : ج ٢ ، ص ٨٩ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٦٩ ـ مجمع البحرين : ج ٢ ، ص ١٧٧.
٦) الكافي : ج ٢ ، ص ٨٩ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٤٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٧٢.
٧) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٧٣.