المحققين منهم العلامة ( قدس سره ) في عدة من كتبه (١) وعن شرح الوافية للسيد صدر الدين (٢) أنّه المشهور بين المعتزلة والامامية ، وعن المبادىء أنّه مذهب أكثر المحققين ، بل حكي عن ظاهر السيد العميدي (٣) وغيره : دعوى الاجماع ، وحكي أنه ( قدس سره ) قال في شرح كلام المصنف ، هذه المسألة من المسائل الأربع (٤) : وهي أنه لا يشترط في صدق اللفظ المشتق بقاء المعنى المشتق منه ، وهو مذهب أصحابنا والمعتزلة ، وأبي علي سينا ، خلافاً لجمهور الأشاعرة .
وثانيهما : اشتراط البقاء ومجازية اطلاق المشتق على الماضي مطلقاً ، وعزى هذا إلى الرّازي والبيضاوي والحنفية ، وجمهور الأشاعرة ، وإليه ذهب أكثر أفاضل من تاخر .
هذا ، والظاهر انحصار القول بين المتقدمين في هذين ، وأنّ الأقوال الأخرى محدثة ممن تأخر عنهم من الجاء كل واحد من الطرفين في مقام العجز عن رد شبهة خصمه ، وسيأتي توضيح فساده مفصلاً .
وكيف كان ، فالذي ينبغي اختياره ويساعد عليه الدليل إنما هو القول الثاني من الأولين ـ أعني اشتراط بقاء المبدأ ومجازية المشتق ـ فيما انقضى عنه المبدأ مطلقاً .
لنا تبادر المتلبس بالمبدأ من هيئات المشتقات مع قطع النظر عن خصوصيات الموارد المفروضة لها ، بمعنى أنه متى لوحظت تلك الهيئات في حد أنفسها ، ولو في ضمن مادة لا نعلم معناها يتبادر منها المتلبس بتلك المادة ، نجد ذلك من أنفسنا بعد تخلية الأذهان ، ومن العرف العارفين باللسان ، فانه إذا أطلق نحو ضارب وقائم وعالم مع قطع النظر عن الامور الخارجية يتبادر عندهم منها جميعاً ما يعبر عنه بالفارسية بـ ( زننده ،
___________________________
(١) منها كلامه في نهاية الوصول : ٢٠ والأقرب عدم الاشتراط لنا وجوه الخ .
ومنها في التهذيب حيث قال : ولا يشترط البقاء في الصّدق .
ومنها في مبادى الوصول الى علم الاصول : ٦٧ حيث قال : ولا يشترط بقاء المعنى في صدقه .
(٢) شرح الوافية للسيد صدر الدين مخطوط ، في بحث المشتق واليك نصّه : ثانيها ( أي ثاني الأقوال ) حقيقة مطلقا الخ ، هذا هو المشهور بين المعتزلة والاماميّة .
(٣) ما عثرنا على هذه النسبة في النسخة الموجودة ولعلّه كانت في النسخ الاخرى .
(٤) منية اللبيب ، مخطوط ، في بحث المشتق ، واليك نصّه : هذه المسألة الثانية من المسائل الاربع : وهي أنّه لا يشترط في صدق لفظ المشتق على سبيل الحقيقة بقاء المعنىٰ المشتق منه وهو مذهب اصحابنا والمعتزلة وابي علي ابن سينا خلافاً لجمهور الأشاعرة .