ثانيهما : الخروج مطلقاً ، وهو المحكي عن جماعة من المحققين ، وعن المحقق السّيد الشريف (١) والعلامة الدواني ، واختاره بعض المحققين من المتأخرين ـ أيضاً ـ في تعليقاته على المعالم (٢) .
ثالثها : التفصيل بين أسماء الآلات وغيرها فقيل بالأوّل في الاولىٰ ، وبالثاني في الثانية ، وخير الثلاثة أوسطها ، وفاقاً لشيخنا الاستاذ وسيدنا الاستاذ دام ظلهما أيضاً .
لنا على ذلك وجوه أوّلها : التبادر ، فإنّ المتبادر من نفس الألفاظ المشتقة هي العنوانات العرضيّة الجارية على الذّوات على أنحاء الجريان ، بحسب اختلاف المشتقات ، لا ذات ما مع تلك العنوانات ، فإنّا لا نفهم من الضّارب ، والقاتل والرّاكب والكاتب مثلاً ـ إلّا ما يعبّر عنه بالفارسية بـ ( زننده وكشنده وسواره ونويسنده ) كما مرّ ، ولا ريب أنّ هذه المعاني مفاهيم عرضية تجري على الذّوات على سبيل الحمل والتوصيف ، لكونها من وجوه الذّوات الصّادقة عليها ومن مزاياها الحاكية عنها ، فإنّ لكلّ شيء عنوانات ووجوهاً صادقة عليه ، يعبر عنه بكلّ واحد من تلك الوجوه ، لاتحاده معه في الوجود ، كما يعبّر عن زيد ، تارة بكاتب واخرى بقارئ وثالثة بضاحك ، ورابعة بعالم ، وخامسة بأنه ابن فلان ، أو أبوه أو صاحبه ، أو عدوه ، وسادسة بإنسان أو حيوان أو ضاحك ، إلى غير ذلك من الوجوه الصادقة عليه من الوجوه العرضيّة ، كما هو مفاد المشتقات ، ومفاد بعض الجوامد ، كالابن والأب والزوج والزوجة وأمثالها ، أو الذّاتية كما هو مفاد الغالب منها ، كما في الحيوان والانسان والحجر والشجر والماء والتّراب ، وغير ذلك مما لا يكون الموضوع له فيها هو نفس الذّات بما هي ، بحيث لا تختلف باختلاف بعض الوجوه الصادقة عليها المتحققة لها في حال ، وتبدّلها الى وجه آخر ، بل باعتبار وجه خاص من تلك الوجوه ، بمعنىٰ أنّ الموضوع له في هذا القسم أيضاً هو نفس الوجه الخاص الصادق
___________________________
(١) شرح المطالع : ١١ انظر عبارة السيّد في الهامش فإنه قال عند قول الشارح ( والمشتق وان كان في اللفظ مفرداً إلّا أنّ معناه شيء له المشتق منه ) بما هذا لفظه : يرد عليه ان مفهوم الشيء لا يعتبر في مفهوم الناطق مثلاً . . . الى اخره .
(٢) هداية المسترشدين : ٧٦ انظر مبحث المشتق .