المنتزعة من قيام المبدأ بالذّات على أنحاء القيام باختلاف الهيئات والمبادئ لا ربط المبادئ إلى الذّوات ، ليكون معانيها حرفيّة ، فإنّ المتبادر من هيئة اسم الفاعل ـ مطلقاً من المجرّد والمزيد فيه ، وكذا هيئات الصفات المشبّهة ـ هو كليّ المفهوم المنتزع من قيام المبدأ نفسه بالذّات ، على نحو الصّدور في الاُولى ، وعلى نحو الثبوت في الثانية ، وهو المتلبّس على أحد الوجهين بالمبدأ المطلق الشّامل لجميع المبادئ ، ويكون كلّ واحد من المبادئ قرينة معيّنة للفرد الذي أطلقت عليه تلك الهيئات ، من باب إطلاق الكليّ على الفرد ، وتعيين الفرد بدال آخر ، وهو المبدأ الخاص ، فيكون استفادة الفرد من خصوص الأمثلة من دالين ، فالهيئة في الضّارب مطلقة على المفهوم الكليّ وتحيّث الخصوصية وهو ( زننده ) من مادّة الضرب ، وهكذا في سائر الأمثلة .
والمتبادر من هيئة اسم المفعول من المجرّد والمزيد فيه أيضاً ، إنما هو المفهوم الكلّي المنتزع من قيام المبدأ بالذّات على نحو الوقوع ، وهو المتلبّس بالمبدأ المطلق على هذا النحو ، وتفهم خصوصيّة الأفراد من خصوص المواد ، كما ذكر .
والمتبادر من صيغة المبالغة هو كليّ المفهوم المنتزع من قيام بالمبدأ الذات على نحو الكثرة ، وهكذا إلى آخر الهيئات .
وبعبارة أوضح : إنّ الذّوات الخارجيّة قد تتلبس بمبدأ الضرب على نحو الصّدور ، وقد تتّصف بمبدأ القتل كذلك ، وقد تتّصف بمبدأ الأكل كذلك ، وهكذا إلى آخر المبادئ ، وأنت إذا لاحظت تلبّسها بواحد من تلك المبادئ الخاصة على الوجه المذكور ، تنتزع من قيام هذا المبدأ الخاص بها ـ على النّحو المذكور ـ عنواناً بسيطاً عامّاً صادقا على ذاتٍ اُخرى غير هذه إذا تلبست بهذا المبدأ ـ على هذا النّحو ـ وهو ما يعبّر عنه بالفارسية بـ ( زننده ) إذا تلبّست الذات بالضّرب على النّحو المذكور وبـ ( كشنده ) إذا تلبّست بالقتل على النحو المذكور ، وهكذا ، فتنتزع بملاحظة تلك التلبّسات عناوين خاصة .
ثم إذا لاحظت تلك العناوين ترىٰ بينها قدراً جامعاً جدّاً ، ولو طالبتنا بالتعبير عنه ، فالعذر ضيق مجال التعبير ، والحوالة على الوجدان .