قوله : واستدل الكلباسي قدسسره في الإشارات (١) على أصالة التعبدية بوجوه نذكر المهم منها ، الأول : أن المولى ـ إلى قوله : ـ وهو خلف محال (٢).
ينبغي نقل ما حررته عنه قدسسره فلعلّه أوضح أو أخصر ، وهذا نصّه :
استدل صاحب الإشارات على ما اختاره من أصالة التعبد بوجهين :
أحدهما : أن الأمر حقيقته بعث إرادة العبد وتحريكها نحو الفعل ، فلا بد أن تكون إرادة العبد منبعثة عن الأمر وهو معنى كونه بداعي الأمر.
وفيه أوّلا : أنه لو تمّ هذا الاستدلال لكان مقتضاه انحصار الداعي في العبادات بداعي الأمر كما هو مسلك صاحب الجواهر قدسسره (٣) وقد عرفت ما فيه.
وثانيا : أن الأمر وإن كان محركا لارادة العبد نحو الفعل المأمور به إلا أن نظر الآمر في هذه المرحلة إلى الإرادة نظر آلي ، وإنّما تمام المنظور إليه هو الفعل نفسه ، فليس للآمر نظر استقلالي إلى تلك الإرادة كي يكون انبعاثها عن الأمر معتبرا ، وإذا لم يكن للآمر نظر استقلالي للإرادة وكان النظر إليها نظرا آليا ، وكان المنظور إليه بالاستقلال هو الفعل نفسه ، كان مجرد إرادة العبد للفعل وصدوره عنه بارادته كافيا في موافقة ذلك الأمر وإن لم تكن الإرادة المذكورة منبعثة عن الأمر بل كانت منبعثة عن شيء آخر غير الأمر.
والحاصل : أن الأمر وإن كان محركا للإرادة نحو الفعل وكان من قبيل
__________________
(١) إشارات الاصول ١ : ٥٦ ـ ٥٧.
(٢) أجود التقريرات ١ : ١٦٩ ـ ١٧١.
(٣) جواهر الكلام ٩ : ١٥٥ وما بعدها.