حينئذ لا يزيد على ما عرفت في قولك « ضربت » ولا ينخلق به البيع كما لا ينخلق به الضرب ، لكن لو قصدت من هذه المماثلة لما توجده حال قولك « بعت » بحيث إنك لم تقصد المماثلة والمحاكاة لبيع منك سابق ، بل قصدت المماثلة والمحاكاة لبيع فعلي توجده أنت بقولك بعت ، كان إيجاد ذلك المماثل خالقا لمماثله وموجدا له ، فأنت قصدت بقولك بعت إيجاد البيع ، فيكون ذلك نظير فعلك الخارجي عند ما جعلت الماء في الكوز ، وهذا القول أيضا منك عبارة عن خلق البيع وجعله بواسطة هذه الآلة أعني قولك بعت قاصدا بها إيجاد المماثل لا الحكاية.
وإن شئت فقل : إن ربط البيع بك بواسطة هيئة بعت ، إن كان بقصد الحكاية أعني حكاية المماثل ، كان ذلك إخبارا ، وإن لم يكن بذلك القصد بل كان بقصد إيجاد نفس البيع في عالم الاعتبار كان ذلك إنشاء ، وكان ذلك منك خلقا للبيع وايجادا له في عالم الاعتبار.
ومنه يظهر لك الحال في كيفية استعمال الجملة الخبرية في إنشاء الطلب مثل يقوم ويسجد أو قام وسجد في قولك : إذا فرغ من التشهد يقوم للثالثة أو قام للثالثة بمعنى طلب القيام والسجود ، فإنّ الغرض من هذه النسبة التي أوجدها المتكلم بين الفعل والفاعل هو طلب إيجاد الفعل.
قوله : فمنها ما يدل على النسبة الأوّلية أي النسبة التي لا تزيد على قيام العرض بمعروضه كما في الفعل المبني للفاعل (١).
لا يخفى أن الحدث الذي هو العرض له ملابسات شتى ، فيلابس الفاعل والمفعول به إلى آخر متعلقات الفعل ، ولا يمكن القول بأن ملابسته
__________________
(١) أجود التقريرات ١ : ٢٦ [ مع اختلاف عمّا في النسخة القديمة غير المحشاة ].