لفاعله سابقة في الرتبة على ملابسته لمفعوله وهكذا ، بل هو ملابسها أجمع في مرتبة واحدة ، غايته أن ملحوظ المخبر تارة يكون هو ربط الفعل بفاعله ولم يكن ربطه بطرفه فعلا إلاّ تبعا ، وربما كان الأمر بالعكس.
نعم ، هناك مبحث لعله تأتي الاشارة إليه إن شاء الله تعالى في مباحث المشتق (١) من أن الاشتقاق على قسمين : لفظي ومعنوي ، والفعل سابق على بقية المشتقات بالاشتقاق المعنوي ، وهذا أمر آخر على الظاهر لا دخل له بما نحن فيه.
ومنه يظهر أن قولهم : إنّ الأصل في المرفوعات هو الفاعل ، لا أصل له ولا دخل له بما نحن فيه ، كما أن تأخر نفس الجملة الاسمية عن الفعل محل تأمل ، فإن المتأخر إنما هو مفاد هيئة فاعل أعني المشتق عن هيئة فعل أعني الفعل ، وهكذا الحال في تأخر الفعل المبني للمفعول عن الفعل المبني للفاعل.
قوله في المقدمة الرابعة : وأمّا الكلمات الاستقلالية ، فمنها ما هو مشترك بينهما كلفظة ، في فانها تستعمل تارة لافادة قيام العرض أعني مقولة الأين أو متى بموضوعه كزيد في الدار ـ إلى قوله : ـ واخرى لافادة النسبة الثانوية كما في ضربت في الدار فانّها تدل على نسبة الضرب إلى الدار زيادة على نسبته إلى موضوعه ... إلخ (٢).
حاصله : هو أن الحروف الجارة موضوعة للنسب ، وأنّ النسبة فيها تارة تكون أوّلية وأخرى تكون ثانوية ، وأن ما يتكفل منها للنسبة الأوّلية (٣)
__________________
(١) [ لم نعثر عليه ].
(٢) أجود التقريرات ١ : ٢٧ [ المنقول هنا موافق مع النسخة القديمة غير المحشاة ].
(٣) [ في الأصل : الأول ، والصحيح ما أثبتناه ].