اصول الفقه (١)
[ مرتبة علم الاصول وموضوع كل علم ]
قوله : الفصل الأول في تعريف العلم وموضوعه وفائدته ورتبته ـ إلى قوله : ـ وأما تعريفه فقد علم مما سبق إجمالا ، وتفصيله : هو العلم بالقواعد التي إذا انضمت إليها صغرياتها أنتجت نتيجة فقهية ... إلخ (٢).
لا ينبغي التردد في كون الاصول ليس فنّا مستقلا ، بل هو من المبادئ التصديقية لعلم الفقه ، فانّ هذه اللفظة وهي اصول الفقه كافية في الدلالة على ذلك ، وأنّه من المبادئ.
وتوضيح ذلك : هو أنّ المبادئ التصديقية عبارة عن الامور التي تبتني عليها قياسات العلم ، وتوجب الاذعان بالنسبة الحكمية في قضاياه ، وهي ثبوت محمولات المسائل لموضوعاتها ، ولو لا تلك المقدّمات لما أمكن التصديق بتلك النسب. فكان حقها أن تكون من المقدمات التمهيدية لذلك العلم المتوقف عليها ، باعتبار أنّ الكبريات لا بد أن تكون في مقام الاستدلال مسلّمة لتكون حين الدخول في ذلك الفن مفروغا عنها ، ومن الواضح أنّ الاصول من المبادئ.
__________________
(١) كان شروعنا في هذه الدورة في شوال سنة ١٣٧٥ ، وكان شروعنا في التي قبلها سنة ١٣٦٦ ، وقد تمت هذه الدورة وشرعنا في دورة جديدة شوال سنة ١٣٨١ [ منه قدسسره ].
(٢) أجود التقريرات ١ : ٥ [ لم يرد في نسخة الأصل هنا ذكر لهذا المتن من الأجود ـ كما هو دأب المصنف قدسسره في هذا الكتاب ـ وإنما هو اضافة منا رعاية للتناسب ].