الإضافية لا بد أن تكون هي الجامع بين تلك المقولات الخاصة ، فلا بد أن يكون لها تحقق في وعائها الاعتباري (١).
قوله : ولا منافاة بين كون المعاني الحرفية إيجادية ، وأن تكون للنسبة الحقيقية واقعية وخارجية ، قد تطابق النسبة الكلامية ... إلخ (٢).
كأنّ قائلا يقول : إذا كان مفاد الهيئة ونحوها من الحروف النسبيّة هو إيجاد النسبة بين المفهومين ، فلا مورد فيها حينئذ للصدق والكذب ، ويكون جعل النسبة بينهما كجعل التمني والترجّي عاريا عن الحكاية عن الواقع التي هي أعني الحكاية عن الواقع هي المناط في الصدق والكذب ، فإنّ الصدق
__________________
(١) [ وجدنا في الأصل ورقة مرفقة وكأنها فهرسة لأبحاثه ارتأينا جعلها في الهامش وهي : ]
١ ـ المعاني اخطارية وغير اخطارية.
٢ ـ المعاني غير الاخطارية كلها ايجادية سواء كانت غير نسبية أو كانت نسبية ، على خلاف ظاهر التحرير من كونها ايجادية تارة ونسبية اخرى.
٣ ـ الموضوع للنسب يكون حروفا مثل لفظة [ من ] وهيئة مثل هيئات الافعال ، وهي نسب أولية ونسب ثانوية.
٤ ـ تنقسم الألفاظ التي للنسب إلى المستقر واللغو.
٥ ـ الحروف باسرها ايجادية حتى ما كان منها للنسبة.
لازم كونها ايجادية أن لا واقع لها في غير التراكيب الكلامية.
الهيئة في الانشاء والاخبار واحدة ، ومفادها وضعا واستعمالا واحد ، وانما الاختلاف بينهما في السياق ، وفيه التعرض لهذا النحو من الايجاد في البيع الانشائي وفي سائر الحروف.
إن المعنى الحرفي مغفول عنه كالالفاظ في حال استعمالها ، ففي قولك سرت من البصرة تكون النسبة الابتدائية مغفولا عنها ، بخلاف قولك : النسبة الابتدائية كذا ، فانها تكون ملتفتا إليها.
(٢) أجود التقريرات ١ : ٢٨ ـ ٢٩ [ مع اختلاف عمّا في النسخة القديمة غير المحشاة ].