وأما قوله : ثم لا يخفى ... إلخ (١).
فقد عرفت (٢) الكلام عليه ، وأنّه من قبيل الخلط بين مفاد نفس الحرف بما أنّه حرف الذي هو النسبة ، وبين لحاظ ذلك المفاد لحاظا مستقلا ، كما تقول الابتداء من البصرة حسن ، فراجع وتأمّل.
قوله ـ في الحاشية ـ : ومن هذا القبيل هيئات المشتقات والإضافة والتوصيف وما يلحق به ، فإنّه لا يستفاد منها إلاّ التضييق في عالم المفاهيم ... إلخ (٣).
نعم ، لكن القيد ليس هو معنى الهيئة بل مدخولها ، وليس مفاد الهيئة إلا النسبة التقييدية إيجادا أو حكاية.
قوله : وأما هيئة الجملة الاسميّة ، فهي غير موضوعة للنسبة الخارجية ـ كما هو المعروف ـ لعدم وجود النسبة في كثير من الجمل الاسمية ، كما في قولنا : الإنسان ممكن أو موجود ـ إلى قوله : ـ ومن الواضح أنّ الجملة الخبريّة ـ بما هي كذلك ـ لا كاشفيّة لها عن تحقّق النسبة في الخارج ولو ظنّا ... إلخ (٤).
هذا الإيراد لا يتوجّه على القول بأنّ الهيئة لإيجاد النسبة بين المفهومين ، وأمّا القول بأنّها موضوعة للنسبة بينهما وأنّها حاكية عنها ، فليس المراد بذلك أنّها أمارة على النسبة ، بل المراد أنّها تحكي عن مفهوم النسبة كما يحكي الإسم عن معناه ومفهومه ، ومن الواضح أنّ ذلك لا ربط له
__________________
(١) أجود التقريرات ١ ( الهامش ) : ٢٨.
(٢) في الصفحة : ٧٦.
(٣) أجود التقريرات ١ ( الهامش ) : ٣٥.
(٤) أجود التقريرات ١ ( الهامش ) : ٣٥.