تكون الجملة مبرزة لقصد الحكاية.
قوله : فالصحيح أنّ مدلول الهيئة في الجمل الاسمية إنّما هو إبراز قصد الحكاية عن ثبوت المحمول للموضوع ، أو نفيه عنه ، فهو مصداق للمبرز خارجا بالجعل والمواضعة (١).
كيف يكون إبراز قصد الحكاية مدلولا للهيئة ، فهل أنّ من جملة معاني الهيئة هو إبراز قصد الحكاية. نعم إنّ الهيئة موضوعة للنسبة أعني ثبوت المحمول للموضوع ، أو أنّها موضوعة لإيجاد النسبة المذكورة بين المفهومين ، ويكون فائدة إعمال المتكلم لها في النسبة أو إلقائها إلى السامعين هو إبراز الحكاية عن تلك النسبة وأنّه قاصد لها ، كما أنّ الغرض من وضعها للنسبة أو لإيجاد النسبة هو أنّ التابعين للواضع يعملونها في معناها ، أو أنّهم يوجدون بها النسبة في مقام إرادة إظهار ما في ضمائرهم أو ما في نفوسهم من قصد الحكاية عن النسبة.
قوله : بيان ذلك ، أنّ اللفظ بما أنّه فعل اختياري صادر من المتكلّم ـ إلى قوله : ـ فتكون الجملة بنفسها مصداقا للحكاية ... إلخ (٢).
هذا كلّه مسلّم ، ولكن المعنى الذي وضعت له هيئة الجملة الاسميّة ما هو؟ هل هو نفس النسبة الواقعية ، أو أنّه وضعها لأن توجد بها النسبة بين المفهومين لتكون وجودا مثاليا عن النسبة الواقعيّة ، وعلى أيّ يكون الغرض من التكلّم بها هو قصد الحكاية عمّا في الواقع أو إظهار ما في النفس من قصد الحكاية عن الواقع ، أو أنّها موضوعة لنفس إبراز قصد الحكاية عن الواقع كما في مواضعة الإشارات ، كما يقول الشخص لخادمه : إذا رفعت
__________________
(١) أجود التقريرات ١ ( الهامش ) : ٣٥ ـ ٣٦.
(٢) أجود التقريرات ١ ( الهامش ) : ٣٦.