بيننا هو الذي وقع التحدي به بعينه لان مع الشك في ذلك نعلم صحة النبوة لان من المعلوم الذي لا يشك انه عليهالسلام تحدى العرب بكلام ذكر انه كلام ربه تعالى وان ملكاً انزله عليه وخصه به ومعلوم انهم لم يعارضوه لتعذرها عليهم.
وهذا كاف في العلم بنبوته عليه وآله السلام ودلالة على صدقه لان ذلك الكلام الذي تعذر عليهم معارضته لا يخلو ان يكون وجه تعذرها فرط فصاحته التي خرقت العادة أولانه تعالى صرفهم عن المعارضة وكلا الأمرين يدلان على صحة نبوته عليه وآله السلام نصرنا صحة نقل القرآن أولم ننصره على انه لا خلاف ان هذا الذي معنا هو القرآن الذي انزله الله تعالى وانما الخلاف في انه هل كان زائداً عليه أولا وذلك لا يحتاج اليه في العلم بنبوته لان التحدى حاصل بسورة منه فضلا عن جميعه على انه (اي علم الهدى السيد المرتضى) دل على فسادقول من خالفه في ذلك في المسألة الطرابلسية وجملة منه في الذخيرة بما لا مزيد عليه ولا حاجة بنا هنا الى ذكره (١).
القراءة التي نزل القرآن على وفقها
ورووا من طرقهم عدة روايات.
فمن ذلك ما رواه علي بن ابراهيم القمي في تفسيره عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلمانه قال : لو انّ الناس قرؤا القرآن كما انزل ما اختلف اثنان (٢).
ومن ذلك ما رواه الثقة الكليني عن الامام الرضا عليهالسلام :
ان القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة (٣) وكذا ما رواه عن الفضل بن يسار قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ان الناس
__________________
(١) تمهيد الاصول في علم الاصول ص ٣٢٥ ـ ٣٢٦ ط طهران جامعة طهران.
(٢) شرح املا محمد صالح المازندراني على الكافي ج ١١ ص ١١ ط طهران.
(٣) منبع الحياة ص ٧١ ط بيروت.