وكان وجوه الحفظة والقراء يعرضون عليه صلىاللهعليهوآله القرآن بين الفينة والاخرى ويختمونه عنده بل كان النبي صلىاللهعليهوآله يمتحن ضبطهم واتقانهم له في اوقات مختلفة ليقف على كثب على مبلغ تعاهدهم وصيانتهم له هذا له هذا كله كان من قبله صلىاللهعليهوآله لاضفاء الحصانة الكافية على الرسالة الخاتمة من دسائس ومؤامرات اعدى اعدائه المتمثلين باليهود في تلك الفترة الزمنية فهذا ما يحدثنا به الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ حيث يقول :
روى خارجة بن زيد عن أبيه قال اتى النبي صلىاللهعليهوآله المدينة وقد قرأت سبعة عشر سورة فقرأت على رسول الله صلىاللهعليهوآله فأعجبه ذلك وقال : يا زيد تعلم لي كتابة يهود فاني ما آمنهم على كتابي قال : فحذقته في نصف شهر.
واخرج ابن سعد في طبقاته بسنده عن زيد بن ثابت انه قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله : انه يأتيني كتب من اناس لا احب ان يقرأها احد فهل تستطيع ان تعلم كتاب العبرانية او قال السريانية؟ فقلت : نعم! قال : فتعلمتها في سبع عشرة ليلة.
وكذا روى بسند آخر عنه انه قال : لما قدم رسول الله صلىاللهعليهوآله المدينة قال لي : تعلم كتاب اليهود فاني والله ما آمن اليهود على كتابي قال : فتعلمته في أقل من نصف شهر (١).
هناك عوامل متعددة كان لها الأثر الأكبر في ايجاد الاختلاف بين المسلمين في قراءة القرآن بعد رحيل الرسول الاكرم صلىاللهعليهوآله الى الرفيق الأعلى بامكاننا ان نوجزها بالنحو التالي.
(العامل الاول) انحراف دفة الزعامة والخلاف الاسلامية ورفض
__________________
(١) الطبقات الكبرى ج ٢ ص ٣٥٨ ـ ٣٥٩.