شهداء الرسل على أنهم قد بلغوا الرسالة. ثم قال : « لهم أجرهم » يعني ثوابهم على التصديق بالنبوة والرسالة لمحمد صلىاللهعليهوآله « ونورهم » يعني على الصراط. (١)
بيان : قال العلامة في كشف الحق : روى أحمد بن حنبل أنها نزلت في علي عليهالسلام. (٢) وقدمر في الاخبار الكثيرة أنه هو الصديق أي كثير الصدق في الافعال والاقوال ، وكثير التصديق لما جاءت به الرسل ، وكل ذلك كان كاملا في أميرالمؤمنين عليهالسلام فكان أولى بالامامة ممن هو دونه ، لقبح تفضيل المفضول.
وقال ابن بطريق رحمهالله في العمدة : اعلم أن الصدق خلاف الكذب ، والصديق : الملازم للصدق الدائم في صدقه ، والصديق : من صدق عمله قوله ، ذكر ذلك أحمد بن فارس اللغوي في مجمل اللغة والجوهري في الصحاح ، وإذا كان هذا هو معنى الصديق ، و الصديق أيضا يكون ثلاثة أقسام : صديق يكون نبيا ، وصديق يكون إماما ، وصديق يكون عبدا صالحا لانبيا ولا إماما ، فأما ما يدل على أول الاقسام قوله سبحانه : « و اذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا (٣) » وقوله تعالى : « يوسف أيها الصديق (٤) » وأماما يدل على كون الصديق إماما قوله تعالى : « فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين » فذكر النبيين ثم ثنى بالصديقين ، لانه ليس بعد النبيين في الذكر أخص من الائمة عليهمالسلام ويدل عليه هذه الاخبار لانه لما ذكره عليهالسلام معهما ولم يكونا نبيين ولا إمامين فأراد إفراده عنهما بما لا يكون لهما وهي الامامة قال صلىاللهعليهوآله : وهو أفضلهم ، وعلى مامر من معنى الصديق ينبغي اختصاصه به لانه لم يعص الله تعالى منذ خلق ولم يشرك بالله تعالى ، فقد لازم الصدق ودام عليه وصدق عمله قوله. (٥)
١١ ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن يعقوب بن يوسف ، عن حسن بن حماد ،
____________________
(١) الطرائف : ٢٣.
(٢) كشف الحق ١ : ٩٢.
(٣) مريم : ٥٦.
(٤) يوسف : ٤٦. وكذا يدل على ما ذكر قوله تعالى :« واذكر في الكتاب ابراهيم إنه كان صديقا نبيا » مريم : ٤١.
(٥) العمدة : ١١٣ و ١١٤ ، وما ذكره المصنف منقول بالمعنى.