بسم الله الرحمن الرحيم
رب زدني علما وعملا ، وألحقني بالصالحين ، ووفقني لما تحب وترضى بجاه محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وآله الطاهرين من ولده صلواتك عليهم أجمعين. يا معين الضعفاء ارحم ضعفي ومسكنتي وذلي وفقري وفاقتي.
في التعادل والترجيح
قوله ـ قدس الله نفسه الزكية ـ : ( خاتمة في التعادل والترجيح ) (١).
التعادل في الأصل : تساوي طرفي العدل ونحوه ، والمراد به في باب الأدلة إنما هو تساوي الدليلين المتعارضين ، وعدم مزية لأحدهما على الآخر.
والترجيح في الأصل : إحداث الرجحان والمزية في أحد شيئين متقابلين ، والمراد به في باب الأدلة تقديم المستنبط أحد الدليلين المتعارضين على الآخر.
ثم إنه قد يعبر عنه في هذه المسألة بصيغة المفرد كما صنع المصنف. قدس سره ـ ، وقد يعبر عنه بصيغة الجمع :
والظاهر أن مراد من أفرده إنما هو إطلاقه الشائع في باب الأدلة ، وهو الّذي عرفته ، ويحتمل بعيدا إرادة جنس المزية القائمة بأحد الدليلين المتعارضين بعلاقة السببية.
وأما الّذي عبر عنه هنا بلفظ الجمع فالظاهر أنه أراد به المزايا الجزئية ، لمنافاة الجمعية لإرادة جنسها ـ كما لا يخفى ـ ولإرادة إطلاقه الشائع أيضا ، إذ
__________________
(١) فرائد الأصول ٢ : ٧٤٩. لكن في المصدر : ... والتراجيح.