الثمن من غير حلالك ، فإذا أنت قد خسرت دارالدنيا ودار الآخرة ، أما إنك لو كنت أتيتني عند شرائك ما اشتريت لكتبت لك كتابا على هذه النسخة فلم ترغب في شراء هذه الدار بدرهم فما فوقه (١) ، والنسخة هذه : هذا ما اشترى عبد ذليل من ميت (٢) قد أزعج للرحيل ، اشترى منه دارا من دار الغرور من جانب الفانين وخطة الهالكين ، وتجمع هذه الدار حدود أربعة : الحد الاول ينتهي إلى دواعي الآفات ، والحد الثاني ينتهي إلى دواعي المصيبات ، والحد الثالث ينتهي إلى الهوى المردي ، والحد الرابع ينتهي إلى الشيطان المغوي وفيه يشرع باب هذه الدار ، اشترى هذا المغتر بالامل من هذا المزعج بالاجل هذه الدار بالخروج من عز القناعة والدخول في ذل الطلب والضراعة (٣) ، فما أدرك هذا المشتري فيما اشترى من درك (٤) ، فعلى مبلبل أجسام الملوك وسالب نفوس الجبابرة ومزيل ملك الفراعنة مثل كسرى وقيصر وتبع وحمير ومن جمع المال على المال فأكثر ومن بنى وشيد وزخرف ونجد وادخر واعتقد ونظر بزعمه للولد ، إشخاصهم جميعا إلى موقف العرض والحساب وموضع الثواب والعقاب إذا وقع الامر بفصل القضاء « وخسر هنالك المبطلون » شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى وسلم من علائق الدنيا (٥).
لى : صالح بن عيسى العجلي ، عن محمد بن محمد بن علي ، عن محمد بن الفرج عن عبدالله بن محمد العجلي ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبيه ، عن أبان مولى زيد ابن علي ، عن عاصم بن بهدلة ، عن شريح مثله مع زيادة سيأتي في أبوب مواعظه عليهالسلام (٦).
____________________
(١) في المصدر : فما فوق.
(٢) من عبد.
(٣) الضراعة : الخضوع والتذلل.
(٤) في المصدر « فيما اشترى منه من درك » وجواب الشرط محذوف ويأتى توضيحه في البيان.
(٥) نهج البلاغة ( عبده ط مصر ) ٢ : ٤ و ٥.
(٦) أمالى الصدوق : ١٨٧ و ١٨٨.