[ مبحث المفاهيم ]
قوله : والمفهوم بهذا الاعتبار يختصّ بالمفاهيم الافرادية ، والمفهوم المقابل للمنطوق الذي هو محلّ الكلام يختصّ بالجمل التركيبية ، والدلالة مشتركة بين القسمين ... الخ (١).
عقّبه في الطبعة الجديدة بقوله : فلفظ المفهوم حينئذ يكون مشتركا لفظيا بين المعنيين ، بخلاف لفظ المدلول فإنّه مشترك معنوي بينهما الخ.
كون لفظ المفهوم مشتركا لفظيا بينهما محلّ تأمّل ، لعدم ثبوت اصطلاح جديد ، بل الظاهر أنّه باق على ما هو عليه من كونه اسم مفعول من الفهم ، غايته أنّه قد يطلق على ذلك المعنى البسيط المعبّر عنه بالصورة العقلية من الشيء ، باعتبار كونه مفهوما من اللفظ الدالّ عليها ، وأخرى يطلق على الجملة المستفادة من جملة أخرى بطريق الملازمة ، باعتبار أنّها يفهم محصّلها من تلك الجملة. والأمر في ذلك سهل.
ثمّ لا يخفى أنّ المرحوم الشيخ محمّد علي قال ما هذا لفظه : والمفهوم كما يكون في الألفاظ الأفرادية كذلك يكون في الجمل التركيبية الخ (٢). وفيه تأمّل ، فإنّ مرجعه إلى إنكار القضية العقلية ، التي هي على طبق القضية الخارجية المحكية بالقضية اللفظية.
__________________
(١) أجود التقريرات ٢ : ٢٤٣ [ المنقول هنا موافق للنسخة القديمة غير المحشاة ].
(٢) فوائد الأصول ١ ـ ٢ : ٤٧٦.