لزومها له ذهنا غير كون تصوّره موجبا لتصوّر كلّيته ، وهكذا الحال في زوجية الأربعة.
وهذا الجواب مأخوذ ممّا حقّقه السيّد الشريف في حاشيته على شرح الشمسية (١) في الجواب عن الإشكال في لازم الماهية ، وأنّه يلزم أن يكون من البيّن بالمعنى الأخصّ.
ولعلّ عبارته صريحة في أنّ اللازم الذهني هو البيّن بالمعنى الأخصّ ، وأنّ الإشكال إنّما هو في لازم الماهية.
وكيف كان ، فإنّ في هذا الجواب مجالا للنظر ، لأنّا إذا اعترفنا أنّ الكلّية لازمة لوجود الإنسان ذهنا كان محصّله أنّ الإنسان إذا وجد في الذهن لحقته الكلّية في الذهن فكانت كلّيته موجودة في الذهن ، وليس الوجود الذهني إلاّ التصوّر ، وحينئذ يكون تصوّر الإنسان الذي هو عبارة عن وجوده ذهنا ملزوما لتصوّر كلّيته الذي هو عبارة عن وجود كلّيته.
فالذي يتلخّص : توجّه الإشكال عليهم من جهات :
الأولى : عدّ مثل اللازم البيّن من عوارض الملزوم ، وقد عرفت أنّه كثيرا ما لا يكون منها ، مثل لزوم البصر للعمى.
الثانية : أنّ جعل اللزوم المذكور ملاكا للدلالة الالتزامية لا يتسرّى إلى الدلالة التصديقية.
الثالثة : أنّ البيّن بالمعنى الأخص بالتفسير المذكور لا يصحّ فيه أن نقول إنّه أخص من البيّن بالمعنى الأعمّ.
__________________
(١) شروح الشمسية ١ : ٢٨٠ ـ ٢٨١.