في أيدي الناس ، وما من سنة إلا وكان يعتق فيها في آخر ليلة من شهر رمضان ما بين العشرين رأسا إلى أقل أو أكثر ، وكان يقول : إن لله تعالى في كل ليلة من شهر رمضان عند الافطار سبعين ألف ألف عتيق من النار كلا قد استوجب النار فاذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه ، وإني لاحب أن يراني الله وقد أعتقت رقابا في ملكي في دار الدنيا رجاء أن يعتق رقبتي من النار.
وما استخدم خادما فوق حول ، كان إذا ملك عبدا في أول السنة أو في وسط السنة إذا كان ليلة الفطر أعتق ، واستبدل سواهم في الحول الثاني ثم أعتق ، كذلك كان يفعل حتى لحق بالله تعالى ، ولقد كان يشتري السودان وما به إليهم من حاجة يأتي بهم عرفات فيسد بهم تلك الفرج والخلال ، فاذا أفاض أمر بعتق رقابهم وجوائز لهم من المال (١).
٩٤ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون عمن يروي عن أبي عبدالله عليهالسلام إن علي بن الحسين صلوات الله عليهما تزوج سرية كانت للحسن بن علي عليهماالسلام ، فبلغ ذلك عبدالملك بن مروان فكتب إليه في ذلك كتابا إنك صرت بعل الاماء ، فكتب إليه علي بن الحسين عليهماالسلام : إن الله رفع بالاسلام الخسيسة ، وأتم به الناقصة ، وأكرم به من اللؤم ، فلا لؤم على مسلم إنما اللؤم لؤم الجاهلية ، إن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنكح عبده ونكح أمته ، فلما انتهى الكتاب إلى عبدالملك قال لمن عنده : أحبروني عن رجل إذا أتى ما يضع الناس لم يزده إلا شرفا؟ قالوا : ذاك أميرالمؤمنين قال : لا والله ما هو ذاك؟ قالوا : ما نعرف إلا أميرالمؤمنين قال : فلا والله ما هو بأمير المؤمنين ولكنه علي بن الحسين (٢).
٩٥ ـ يب : الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن حسين بن عثمان ، عن ابن مسكان ، عن الحلبي ، قال : سألته عن لبس الخز فقال : لابأس به إن علي بن الحسين عليهماالسلام كان يلبس الكساء الخز في الشتاء ، فاذا جاء الصيف باعه وتصدق
____________________
(١) الاقبال ص ٤٧٧.
(٢) الكافى ج ٥ ص ٣٤٥.