فأخبر هشام بذلك فأطلقه ، وفي رواية أبي بكر العلاف أنه أخرجه إلى البصرة (١).
١٨ ـ كش : محمد بن مسعود ، عن محمد بن جعفر ، عن محمد بن أحمد بن مجاهد عن الغلابي محمد بن زكريا ، عن عبيدالله بن محمد بن عائشة ، عن أبيه مثله (٢).
بيان : قوله : عرفان مفعول لاجله ، والاغضاء إدناء الجفون وأغضى على الشئ سكت ، وانجابت السحابة انكشفت ، والخيزران بضم الزاء شجر هندي وهو عروق ممتدة في الارض ، والقصب ، وعبق به الطيب بالكسر عبقا بالتحريك أي لزق به ورجل
____________________
أولها « هذا الذى تعرف البطحاء وطأته » الخ.
أما اذا رجعنا إلى نفس الديوان في حرف الميم في ج ٢ ص ٨٤٨ نجده يذكر ستة أبيات فقط من القصيدة ولا أدرى ما الذى حداه إلى هذه الخيانة الادبية؟ أليس هوالذى سبق منه أن نقل عن تاريخ ابن خلكان والاغانى وشرح رسالة ابن زيدون سبب انشائها ، ان لم يعتمد هذه الكتب فلم نقل عنها؟ وان اعتمدها في نقل السبب فلم لم ينقل القصيدة بكاملها عنهم؟ أليست هى جميعها من شعر الفرزدق؟ ألم يعلم وهو « الذى عنى بجمعه الخ » ان القصيدة مثبتة في ديوان الفرزدق قبل أن يخلق؟ فهذا سبط ابن الجوزى ذكر في تذكرة الخواص رواية أبى نعيم في الخلية للقصيدة ، ثم عقب ذلك بقوله : قلت : لم يذكر أبونعيم في الحلية الا بعض هذه الابيات والباقى أخذته من ديوان الفرزدق اه ، ولعل الصاوى حاول تجاهل الواقع تقليدا لسلفه هشام حين تجاهل ذلك؟ وظن وظنه اثم أنه بفعله وفعله جرم سيخفى الحقيقة ، ولن فاته أنها تظهر ولو بعد حين.
وان من الخير أن نرشد القارء الكريم إلى الطبعة الجديدة من ديوان الفرزدق « طبع دار صادر ودار بيروت » فقد أشار الاديب الفاضل الاستاذ كرم البستانى في مقدمة الديوان ص ٥ إلى هذه القصيدة العصماء ، كما أنه ذكرها في ج ٢ ص ١٧٨ وهى أول قصيدة في حرف الميم.
(١) الماقب ج ٣ ص ٣٠٦.
(٢) معرفة أخبار الرجال للكشى ص ٨٦.