الكائن في هذا العالم ـ مؤلف من ثلاثة أجزاء أولية .
وهي البروتون والالكترون والنيوترون وهذه الأجزاء في منتهى الدقة والضاۤلة والبروتون هو نواة الذرة ومحورها الذي تطوف حوله وتدور في فلكه كما يدور القمر حول الأرض والأرض حول الشمس وكذلك سائر المجموعة الشمسية والالكترون يدور حول البروتون ( أي النواة والمحور ) دورتين في آن واحد الأولى يدور بها حول نفسه دوران الأرض حول نفسها والثانية يدور بها حول النواة دوران الأرض حول الشمس ويقطع بدورته هذه أقصى سرعة عرفها الإنسان (١) .
وحيث أن الإنسان جزء من هذا الكون وجسمه مؤلف من ذرات مادية متحركة بحركة طواف تكويني قهري يطوف به الالكترون حول محوره ـ البروتون ـ يمكن على ضوء هذه الملاحظة العلمية الدقيقة استلهام الحكمة الإلهية الداعية إلى تشريع وجوب الطواف حول الكعبة المشرفة وهي أن تكون حركة الإنسان الاختيارية حول الكعبة المشرفة ـ منسجمةً مع حركة ذرة الالكترون حول محورها ومع حركة الملائكة حول البيت المعمور الذي بناه الله لها في السماء الرابعة ليكون مطافاً لها بعد أن كانت تطوف أول الأمر حول العرش .
وبذلك ندرك أن الكون كله مع جميع ما فيه ومن فيه من كائنات على اختلاف أنواعها متحرك بحركة طواف تكوينية حول المحور المحدد له وتأتي حركة الطواف التشريعية الاختيارية التي يُمارسها المكلف بإرادته واختياره منسجمةً مع حركة الكون التكوينية ونتيجة ذلك أن الإنسان
__________________
(١) ما ذكرته حول الذرة وأقسامها وحصول حركة الطواف التكويني داخلها منقول عن كتاب أصول العقيدة في التوحيد والعدل للعلامة الجليل حجة الإسلام السيد مهدي الصدر دام ظله ، ص ١٤٦ و ١٤٧ طبعة بيروت .