مِنْ حَقِّ الزَّائِرِ مَا عَرَفَهُ الزَّائِرُ مِنْ حَقِّ الْمَزُورِ ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ ». (١)
٢١١٤ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا اعْتَنَقَا غَمَرَتْهُمَا (٢) الرَّحْمَةُ ، فَإِذَا الْتَزَمَا (٣) لَايُرِيدَانِ بِذلِكَ إِلاَّ وَجْهَ اللهِ وَلَا يُرِيدَانِ غَرَضاً مِنْ أَغْرَاضِ الدُّنْيَا ، قِيلَ لَهُمَا : مَغْفُوراً (٤) لَكُمَا فَاسْتَأْنِفَا (٥) ، فَإِذَا أَقْبَلَا عَلَى الْمُسَاءَلَةِ ، قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ : تَنَحَّوْا عَنْهُمَا ؛ فَإِنَّ لَهُمَا سِرّاً ، وَقَدْ (٦) سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِمَا ».
قَالَ إِسْحَاقُ : فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَلَا يُكْتَبُ عَلَيْهِمَا لَفْظُهُمَا ، وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (٧)؟
قَالَ : فَتَنَفَّسَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام الصُّعَدَاءَ (٨) ، ثُمَّ بَكى حَتَّى اخْضَلَّتْ دُمُوعُهُ لِحْيَتَهُ ، وَقَالَ : « يَا إِسْحَاقُ ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِنَّمَا أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ تَعْتَزِلَ عَنِ (٩) الْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا الْتَقَيَا إِجْلَالاً لَهُمَا (١٠) ، وَإِنَّهُ وَإِنْ (١١) كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ لَاتَكْتُبُ لَفْظَهُمَا ، وَلَا تَعْرِفُ كَلَامَهُمَا ؛ فَإِنَّهُ يَعْرِفُهُ وَيَحْفَظُهُ عَلَيْهِمَا عَالِمُ السِّرِّ وَأَخْفى (١٢) ». (١٣)
__________________
(١) راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب السعي في حاجة المؤمن ، ح ٢١٦٢ ومصادره الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٨٩ ، ح ٢٦٣٠ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٣١ ، ح ١٦١٦٦ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٣٤ ، ح ٣٢.
(٢) أي عَلَتْهما الرحمة وغَطَّتْهُما ، من قولهم : غَمرَه الماء يغمُره ، أي علاه. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٧٢ ( غمر ).
(٣) « الالتزام » : الاعتناق. الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٢٩ ( لزم ).
(٤) في « ص ، ف » : « مغفور ». وقوله : « مغفوراً » منصوب بمقدّر ، أي ارجعا ، أو كونا مغفوراً.
(٥) في « بس » : + / « فاستأنفا ».
(٦) في « ف » : ـ / « وقد ».
(٧) ق (٥٠) : ١٨.
(٨) « الصعداء » : تنفُّسٌ ممدود وبتوجّع. ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٩٨٩ ؛ الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٩٨ ( صعد ).
(٩) في البحار : « من ».
(١٠) في « ف » : ـ / « لهما ».
(١١) في « ج » : ـ / « وإن ».
(١٢) في حاشية « ج » : « والخفيّ ».
(١٣) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٥ ، ح ٢٧٠٢ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢١٣ ، ح ١٦١٦٧ ، إلى قوله : « فإنّ لهما سرّاً وقد ستر الله عليهما » ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٣٥ ، ح ٣٣.