رَبِّهِ ) (١) وَجَعَلَهُ (٢) مَلْعُوناً ، فَقَالَ : ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) (٣) وَلَيْسَتْ تَشْهَدُ الْجَوَارِحُ عَلى (٤) مُؤْمِنٍ ، إِنَّمَا تَشْهَدُ عَلى مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ ، فَيُعْطى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( ( فأما من ) (٥) أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) (٦) (٧)
وَسُورَةُ النُّورِ أُنْزِلَتْ (٨) بَعْدَ سُورَةِ النِّسَاءِ ؛ وَتَصْدِيقُ ذلِكَ أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْزَلَ عَلَيْهِ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ : ( وَاللاّتِي (٩) يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتّى يَتَوَفّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً ) (١٠) وَالسَّبِيلُ الَّذِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (١١) ». (١٢)
__________________
(١) الكهف (١٨) : ٥٠.
(٢) في « ج ، د ، ص » : + / « الله ». وفي « ف » : + / « الله عزّ وجلّ ».
(٣) النور (٢٤) : ٢٣ ـ ٢٤.
(٤) في « ب » : + / « كلّ ».
(٥) كذا في النسخ والمطبوع. وفي القرآن والبحار ، ج ٦٩ : « فَمَنْ » بدل « فأمّا من ».
(٦) قال الراغب : « الفتيل : المفتول ، وسمّي ما يكون في شقّ النواة فتيلاً ؛ لكونه على هيئته ، قال تعالى : « لايُظْلَمُونَ فَتِيلاً » وهو ما تفتله بين أصابعك من خيط أو وسخ. ويضرب به المثل في الشيء الحقير ». راجع : المفردات ، ص ٦٢٣ ( فتل ).
(٧) الإسراء (١٧) : ٧١. وفي مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٢٠٣ : « ثمّ اعلم أنّ هذا المضمون وقع في مواضع من القرآن المجيد ـ أي الإسراء (١٧) : ٧١ ؛ الحاقّة (٦٩) : ١٩ ؛ الانشقاق (٨٤) : ٧ ... ـ وما في الحديث لا يوافق شيئاً منها وإن كان بالأوّل أنسب ، فكأنّه من تصحيف النسّاخ ، أو نقل بالمعنى ؛ جمعاً بين الآيات ».
(٨) في « ب » : « نزلت ».
(٩) هكذا في القرآن وأكثر النسخ وشرح المازندراني ومرآة العقول. وفي « ز » والمطبوع : « اللائي ».
(١٠) النساء (٤) : ١٥.
(١١) النور (٢٤) : ١ ـ ٢.
(١٢) راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبائر ، ح ٢٤٤٨ و ٢٤٦٢ الوافي ، ج ٤ ، ص ١٠٤ ،