وجوب الأقل ووجوب الأكثر ليس هو وجوب الأقل لا بشرط ، بل القدر المشترك هو الوجوب المجمل المردّد بين كون الأقل واجباً بذاته أو في ضمن الأكثر (١) ، ولابدّ أن يكون ذلك القدر المشترك هو الوجوب لا بشرط المقسمي ، نعني بذلك القدر المشترك بين اللاّ بشرط القسمي وبين البشرط شيء ، لا القدر المشترك بين الثلاثة حتّى ما يكون بشرط لا ، لما عرفت من أنّ ما يكون بشرط لا خارج عن محلّ النزاع.
وكيف كان ، فإنّ الوجوب المتعلّق بالأقل بذاته هو اللاّ بشرط القسمي ، وأنّ الوجوب لا بشرط القسمي يباين الوجوب بشرط شيء ، فتكون المسألة من قبيل الدوران بين المتباينين.
قوله : فالماهية لا بشرط ليست مباينة بالهوية والحقيقة للماهية بشرط شيء ـ إلى قوله ـ والتقابل بينهما إنّما يكون بمجرّد الاعتبار واللحاظ ـ إلى أن يقول ـ فإنّ التغاير الاعتباري لا يوجب خروج الأقل عن كونه متيقّن الاعتبار ... الخ (٢).
هذه حقائق راهنة ، لكنّه يقول : والعلم التفصيلي بوجوب الأقل المردّد بين كونه لا بشرط أو بشرط شيء هو عين العلم الاجمالي بالتكليف المردّد بين الأقل والأكثر ، ومثل هذا العلم التفصيلي لا يعقل أن يوجب الانحلال ، لأنّه يلزم أن يكون العلم الاجمالي موجباً لانحلال نفسه (٣).
ولا يخفى أنّه بعد فرض كون الماهية ملحوظة لا بشرط المقسمي ، أو
__________________
(١) [ في الأصل : أو في ضمن الأقلّ ، والصحيح ما أثبتناه ].
(٢) فوائد الأُصول ٤ : ١٥٤ ـ ١٥٥.
(٣) فوائد الأُصول ٤ : ١٦٠.