انعدام حياته ، فتأمّل.
وبناءً على ذلك نقول : إنّه في مثال البقّة والفيل وإن كنّا نعلم عادة بأنّه لو كان بقّة لكان منعدم الحياة بعد الثلاثة ، نظراً إلى العلم العادي المذكور ، لكن لمّا لم يكن انعدام حياته بانتهاء القوّة والأمد بل بالعوارض الطارئة حتّى على مثل البقّة بعد الثلاثة ، لم يخرج عن كون انعدام حياته بالطوارئ الرافعة للحياة حتّى في مثل البقّة ، فلا يكون الشكّ في بقاء الكلّي المشترك بينهما من قبيل الشكّ في المقتضي فتأمّل.
وعلى كلّ حال ، فإنّ الذي يظهر من الشيخ قدسسره (١) تسليم كون مثال البقّة والفيل من قبيل الشكّ في المقتضي ، وفي كلامه الاشارة إلى أنّ إدخاله في مسألة استصحاب الكلّي المردّد فرده بين مقطوع البقاء ومقطوع الارتفاع إنّما هو على مسلك المشهور كما تقدّم نقل كلامه قدسسره فراجع ، وراجع ما حرّرناه أخيراً في أوائل الاستصحاب (٢) في ضابط الشكّ في المقتضي.
قوله : لأنّ المتيقّن السابق أمر جزئي حقيقي لا ترديد فيه ، وإنّما الترديد في المحل والموضوع ، فهو أشبه باستصحاب الفرد المردّد عند ارتفاع أحد فردي الترديد ، وليس من استصحاب الكلّي ، ومنه يظهر ... الخ (٣).
الإنصاف أنّه لم يظهر الجواب عن المسألة (٤) ، بل إنّ ما أُفيد بقوله : لأنّ
__________________
(١) فرائد الأُصول ٣ : ١٩٢.
(٢) في الصفحة : ٢٧ فما بعدها.
(٣) فوائد الأُصول ٤ : ٤٢٢.
(٤) ينبغي التأمّل في من رأى على ثوبه منياً وتردّد بين كونه من الجنابة السابقة التي