هداية
يصحّ اشتراط الوجوب عقلا بفعل محرّم مقدّم عليه زمانا ، سواء كان من المقدّمات الوجوديّة لذلك أم لا ، بل ذلك واقع في الشريعة.
فمن الأوّل : الحجّ المشروط بطيّ المسافة على دابّة مغصوبة ، فإنّه من مقدّماته الوجوديّة ، ومع ذلك فعل محرّم ويشترط وجوب الحجّ بوقوعه عند انحصاره في وجه محرّم. ولا ضير في ذلك ، إذ قبل وقوعه لا وجوب وبعده يجب ، والمحرّم واقع عند ذلك ، فلا محذور.
ومن الثاني : أنواع الكفّارات المترتّبة على الأفعال المحرّمة ، من الإفطار والاصطياد في الإحرام والظهار وغير ذلك ممّا لا يمكن الإحاطة بها عن قريب.
وهل يصحّ أن يكون الواجب مشروطا بمقدّمة محرّمة مقارنة للفعل في الوجود أولا؟ وجهان ، بل قولان.
الذي يظهر من ثاني المحقّقين في جامع المقاصد هو الأوّل (١). وتبعه في ذلك الشيخ الأجلّ الفيلسوف (٢) في مقدّمات الكشف (٣) وتبعه في ذلك صهره الصفيّ التقيّ في تعليقاته على المعالم (٤) وتبعه أخوه الجليل في الفصول (٥)
__________________
(١) سيأتي كلامه في الصفحة ٢٨٦.
(٢) لم يرد « الفيلسوف » في ( م ).
(٣) سيأتي كلامه في الصفحة ٢٨٧.
(٤) سيأتي كلامه في الصفحة ٢٨٩ ـ ٢٩٠.
(٥) الفصول : ٨٠.