هداية
إذا أعان المكلّف على إيجاد فعل محرّم أو إبقائه ، فظاهر الأصحاب الحكم بتحريمه ، كما يظهر من موارد استدلالاتهم في الفروع (١) ، بل ادّعى الإجماع على ذلك جماعة (٢).
واستدلّ عليه بقوله تعالى : ( وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ )(٣) فإنّ النهي ظاهر في التحريم.
واستفاضت على تحريمه أيضا الأخبار :
فعن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه ، آيس من رحمة الله » (٤). وعن الصادق عليهالسلام : « من مشى إلى ظالم ليعينه وهو يعلم أنّه ظالم فقد خرج عن الإسلام » (٥). وقال عليهالسلام : « إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين الظلمة؟ أين أعوان الظلمة؟ أين أشباه الظلمة؟ فيجتمعون
__________________
(١) كالشيخ في المبسوط ٦ : ٢٨٥ ، والعلاّمة في التذكرة ١٢ : ١٤٣ ، والمحقّق الثاني في حاشية الارشاد ( مخطوط ) : ٢٠٤ ، والأردبيلي في مجمع الفائدة ٨ : ٥١.
(٢) منهم السيّد الطباطبائي في الرياض ٨ : ٧٩ ، والمحقّق النراقي في عوائد الأيّام : ٧٥ ، والسيّد العاملي في مفتاح الكرامة ٤ : ٦٠.
(٣) المائدة : ٢.
(٤) عوالي اللآلي ٢ : ٣٣٣ ، الحديث ٤٨.
(٥) الوسائل ١٢ : ١٣١ ، الباب ٤٢ من أبواب ما يكتسب به ، الحديث ٥.