بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد وآله الطاهرين.
لقد أطبقت كلمة المحقّقين في علم الاصول على أنّ الشيخ الأعظم الأنصاري قدسسره هو الرائد لأرقى مرحلة من مراحل تطوّر هذا العلم التي مرّ بها ، وهي مرحلة الرقيّ والكمال العلمي التي ظهرت في أواخر القرن الثاني عشر على يد الاستاذ الوحيد البهبهاني.
فاستفاد الشيخ الأعظم من جميع الجهود التي بذلت قبله ، وقرأها ووعاها ثمّ استخدم مواهبه الفكرية ورؤيته الثاقبة في النقد والتجديد والبناء في المحتوى والمنهج ، فأصبحت مدرسته هي الممثّلة للفكر الاصولي منذ قرنين تقريبا حتى اليوم.
كما أنّ كتابه الفذّ « فرائد الاصول » أصبح محورا من المحاور المهمّة للتدريس في قسم الدراسات العليا في حوزاتنا العلمية.
ولكنّ مصنّفه هذا لم يحتو إلاّ على نصف المباحث الاصولية ، وهي مباحث الحجج والاصول العملية ، ويفتقد المباحث اللفظية التي تشكّل النصف الآخر لمباحث علم الاصول تقريبا.