( وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلاّ أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا ) (١) (٢)
١١ ـ بَابُ تَسْمِيَةِ الْحَاجَةِ فِي الدُّعَاءِ
٣١٠٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْفَرَّاءِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ يَعْلَمُ مَا يُرِيدُ الْعَبْدُ إِذَا دَعَاهُ ، وَلكِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ تُبَثَّ (٣) إِلَيْهِ الْحَوَائِجُ ، فَإِذَا دَعَوْتَ فَسَمِّ حَاجَتَكَ ». (٤)
٣١١٠ / ٢. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ ، قَالَ :
__________________
(١) مريم (١٩) : ٤٨. وفي مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٣١ : « وقال الله تعالى حكاية عن إبراهيم عليهالسلام ، حيث قال مخاطباً لقومه : « وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ » ، قال الطبرسي ـ رحمهالله ـ : أي وأتنحّى منكم جانباً وأعتزل عبادة ما تدعون من دون الله ، ( وَأَدْعُوا رَبّى ) ، قال : أي أعبد ربّي ، ( عَسَى أَلَّآ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبّى شَقِيًّا ) ، كما شقيتم بدعاء لأصنام. وإنّما ذكر « عسى » على وجه الخضوع ، وقيل : معناه : لعلّه قبل طاعتي وعبادتي ولا أشقى بالردّ ؛ فإنّ المؤمن بين الخوف والرجاء. وقال البيضاوي : شقيّاً ، أي خائباً ضائع السعي مثلكم في دعاء آلهتكم. انتهى.
ولنذكر معنى الخبر وسبب الاستشهاد بالآية ، قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : استجيب له ، أي سريعاً ، ولم يستجب ، أي كذلك ، أو لم يستجب في حصول المطلوب ، لكن عوّض له في الآخرة ، والحاصل أنّه لايترك الإلحاح لبطء الإجابة ، فالاستشهاد بالآية لأنّ إبراهيم عليهالسلام أظهر الرجاء ، بل الجزم ؛ إذ الظاهر أنّ « عسى » موجبة في عدم شقائه بدعاء الربّ سبحانه ، وعدم كونه خائباً ضائع السعي ، كما خابوا وضلّ سعيهم في دعاء آلهتهم ، كما ذكره المفسّرون. ويحتمل أن يكون في الكلام تقدير ، أي فرضي بعد الإلحاح ، سواء استجيب له أم لم يستجب ، ولم يعترض على الله لعدم الإجابة ولم يسئ ظنّه به ، فالاستشهاد بالآية بحملها على أنّ المعنى : عسى أن لايكون دعائي سبباً لشقاوتي وضلالتي. ويحتمل أن يكون ذكر الآية لمحض بيان فضل الدعاء ». وراجع أيضاً : مجمع البيان ، ج ٦ ص ٤٢٧ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٤ ، ص ١٩ ، ذيل الآية المزبورة.
(٢) قرب الإسناد ، ص ٦ ، ذيل ح ١٧ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام ، من دون الإسناد إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتمام الرواية : « تسأل حاجتك وألحّ في الطلب ، فإنّه يحبّ إلحاح الملحّين من عباده المؤمنين » الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٩٢ ، ح ٨٦٢٠ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٥٨ ، ح ٨٧١٧.
(٣) في « د ، ص ، بس » والوافي : « يبثّ ». وفي مرآة العقول : « أي تذكر وتظهر ؛ فإنّها إذا ذكرت انتشرت ؛ لأنّه يسمعها الملائكة وغيرهم. والتعدية بـ « إلى » لتضمين معنى التوجّه أو التضرّع ». وبثثتك السرَّ وأبثثتك : أظهرته لك. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٦٣ ( بثت ).
(٤) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٨٤ ، ح ٨٥٩٩ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٣٣ ، ح ٨٦٣٦.