١٤ ـ بَابُ الرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ وَالتَّضَرُّعِ وَالتَّبَتُّلِ وَالِابْتِهَالِ (١) وَالِاسْتِعَاذَةِ وَالْمَسْأَلَةِ
٣١٢٣ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الرَّغْبَةُ أَنْ تَسْتَقْبِلَ (٢) بِبَطْنِ (٣) كَفَّيْكَ إِلَى السَّمَاءِ ؛ وَالرَّهْبَةُ أَنْ تَجْعَلَ ظَهْرَ كَفَّيْكَ إِلَى السَّمَاءِ ؛ وَقَوْلُهُ (٤) : ( وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً ) (٥) ـ قَالَ ـ : الدُّعَاءُ
__________________
ابن أبي عمير. وفيه ، ص ١١٨ ، ح ٤٤٤ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٤٩ ، المجلس ٥ ، ح ٥٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٨٩ ، ح ٨٦١٢ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٧٠ ، ح ٨٧٥١.
(١) « الرغبة » : السؤال والطلب. و « الرهبة » : الخوف والفزع. و « التضرّع » : التذلّل والمبالغة في السؤال. و « التبتّل » : الانقطاع إلى عبادة الله وإخلاص العمل له ، وأصله من بتلت الشيء : قطعته ؛ ومنه سمّيت فاطمة عليهاالسلام البتول ؛ لانقطاعها إلى الله عزّ وجلّ. و « الابتهال » : أن تمدّ يديك جميعاً ، وأصله التضرّع والمبالغة في الدعاء ، ويقال في قوله تعالى : ( ثُمَّ نَبْتَهِلْ ) أي نخلص في الدعاء. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٩٤ ( بتل ) ؛ وص ١٦٧ ( بهل ) ؛ وج ٢ ، ص ٢٣٧ ( رغب ) ؛ وص ٢٨٠ ( رهب ) ؛ وج ٣ ، ص ٨٥ ( ضرع ). في « ص » : « التبتيل » بدل التبتّل ».
(٢) في « ز » : « تستقلّ ».
(٣) في « ب » : « بباطن ».
(٤) في « بر » : ـ / « وقوله ». وجعل في مرآة العقول : « قوله » مبتدأً ، و « الدعاء » خبراً ، و « قال » : معترضاً بينهما. أيمدلول قوله تعالى : ( تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً ) هو الدعاء بإصبع واحدة.
(٥) المزّمّل (٧٣) : ٨. وفي شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٢١٧ : « وقوله : « وتبتّل إليه تبتيلاً » ، الظاهر أنّه من كلام الصادق عليهالسلام ، وأنّ ضمير « قوله » راجع إلى الله ، وأنّ المقصود بيان المراد من هذه الكلمات الواقعة في القرآن الكريم ».
وفي مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٤٢ : « قوله : الرغبة ، هذا ونظائره يحتمل وجهين : الأوّل : أن يكون المعنى أنّه إذا كان الغالب عليه في حال الدعاء الرغبة والرجاء ، ينبغي أن يفعل هكذا ؛ فإنّه يظنّ أنّ يد الرحمة انبسطت فيبسط يده ليأخذه ، وإذا كان الغالب عليه الخوف وعدم استيهاله للإجابة ، يجعل ظهر كفّيه إلى السماء إشارة إلى أنّه لكثرة خطاياه مستحقّ للحرمان ، وإن كان مقتضى كرمه وجوده الفضل والإحسان.
الثاني : أن يكون المعنى : أنّه إذا كان مطلوبه طلب منفعة ، ينبغي أن يبسط بطن كفّيه إلى السماء ؛ لما مرّ ، وإن كان مطلوبه دفع ضرر وبلاء يخاف نزوله من السماء ، يجعل ظهرها إليها ، كأنّه يدفعها بيديه.