والتقريب أنّ المفهوم من الرواية لزوم الاحتياط فيما يمكن الاحتياط كما في الجهل بأنّها في العدّة أو لا.
والجواب : أنّ ذيل الرواية دليل على عدم وجوب الاحتياط كما يشعر (١) قوله : « أهون » بذلك ، وحسن الاحتياط ممّا لا يحتاج إلى بيّنة كما لا يخفى.
تنبيه :
العلم الإجمالي يتصوّر على صور :
الأولى : أن يكون العلم الإجمالي في أمرين يجمعهما تكليف تفصيلي وعنوان غير انتزاعي كأن يكون الواجب شيئا (٢) يمكن أن يتحلّى بأطوار (٣) مختلفة على وجه يقع كلّ واحد منها بدلا عن الآخر كالجهر والإخفات والظهر والجمعة والقصر والإتمام ، فإنّ المكلّف بعد علمه تفصيلا بوجوب (٤) الصلاة يشكّ كذلك في كلّ من الخصوصيتين (٥) مع العلم الإجمالي باعتبار واحدة منهما (٦) ، فمصبّ العلم الإجمالي والشكّ نفس الخصوصيات ؛ إذ المكلّف شكّه في أنّ التكليف بالصلاة المعلومة تفصيلا هل يجب امتثاله في ضمن الظهر ، أو الجمعة ، فيشكّ في الأفراد مع العلم بأحدها إجمالا ، ونظير ذلك الأخبار المشتملة على القدر الجامع على وجه لو تكثّرت ، لتواترت (٧) كما لا يخفى ؛ فإنّ من طرح الخصوصيتين (٨) ، يلزم طرح حكم شرعي تفصيلي غير انتزاعي وهو التكليف بالصلاة المعلوم (٩) تفصيلا.
الثانية : أن لا يكون العلم الإجمالي بين أمرين كذلك بل يكون على وجه لو
__________________
(١) « س » : « في » بدل : « يشعر ».
(٢) في النسخ : شيء.
(٣) « ج » : بأطور.
(٤) « ج » : في وجوب.
(٥) « ج ، م » : الخصوصتين.
(٦) « ج ، س » : منها.
(٧) « ج ، س » : لتوارت!
(٨) « م » : الخصوصتين. « ج » : الخصوصين؟
(٩) « ج » : المعلومة.