هداية
[ في التفصيل بين كون المستصحب وجوديا وبين كونه عدميا ]
أكثر الحنفية على حجّية الاستصحاب في النفي ، والنفي في الإثبات ، على ما حكاه العضدي (١) ، وظاهره التفصيل بين كون المستصحب وجوديا فليس بمعتبر (٢) فيه ، وبين كونه عدميا فهو معتبر فيه.
وحمله التفتازاني على التفصيل بين الآثار الوجودية التي تترتّب (٣) على المستصحب وجوديا أو عدميا فلا يعتبر ، وبين الآثار العدمية التي تترتّب عليه كذلك فيعتبر ، حتّى أنّ استصحاب حياة المفقود لا يؤثّر في انعزال نصيبه من مال مورّثه ؛ لكونه وجوديا ، ويؤثّر في عدم خروج ماله عن (٤) ملكه وعدم تعلّق حقّ وارثه بماله.
وهذا مع أنّه تكلّف في ظاهر ما حكاه العضدي ممّا لا وجه له أيضا ؛ إذ قد يمكن التعبير عن الأحكام الوجودية التي جعلها منها على وجه يرجع إلى الأحكام العدمية كما لا يخفى ، ولعلّه دعاه إلى هذا الحمل ما قد يتراءى من كون الاستصحابات العدمية إجماعية خارجة عن محلّ النزاع ، فعدّه تفصيلا في قبال القول بالحجّية مطلقا والنفي يتوقّف على ذلك ؛ إذ على هذا التقدير يكون موافقا للقول بالنفي المطلق ، إلاّ أنّه قد
__________________
(١) شرح مختصر المنتهى : ٤٥٣ ، تقدّم عنه في ص ٥١ و ٦٠ ، انظر تعليقة ص ٦٠.
(٢) « م » : معتبرا ، « ج » : معتبر.
(٣) « ج ، م » : يترتّب ، وكذا في المورد الآتي.
(٤) « ز ، ك » : من.