هداية
[ ( في الاستصحاب ) في الأمور التدريجية ] (١)
المستصحب قد يكون من الأمور التي تجتمع (٢) أجزاؤها في الوجود الخارجي كالرطوبة (٣) واليبوسة ونحوهما ، وقد يكون ممّا ليس له جزء (٤) خارجي (٥) كالطهارة والنجاسة والملكية والحلّية والحرمة ونحوها ، لا إشكال في جريان الاستصحاب في هذين القسمين على تقدير اجتماع سائر الشرائط على التفاصيل المتقدّمة ، وقد يكون ممّا لا يجتمع أجزاؤه في الوجود الخارجي كالتكلّم والمشي والجريان ممّا ينتهي إلى مقولة الحركة أو ما ينتزع منها من الأوصاف اللازمة لها كمقدارها (٦) ـ مثلا ـ ممّا ينقضي شيئا فشيئا كالليل والنهار والشهر ونحوها ، وقد يظهر من البعض (٧) تمثيله لذلك بالكرّية وليس في محلّه ؛ لأنّ الكرّية ليست (٨) من الأمور التدريجية وإنّما تحصل دفعة وإن توقّف حصولها كذلك على اجتماع أجزاء متفرّقة في الأزمنة المختلفة في بعض الأوقات ، وإلاّ فيمكن (٩) حصولها بدون ذلك أيضا ، وهل يمكن القول بجريان
__________________
(١) العنوان من هامش « م ».
(٢) المثبت من « م » ، وفي سائر النسخ : يجتمع.
(٣) في هامش « م » : لا يخفى أنّ ما ذكرنا من الرطوبة يصحّ باعتبار المحلّ وحينئذ فيصحّ في الجميع ، فتدبّر. « منه ».
(٤) « ز ، ك » : جزئي.
(٥) « ج » : خارجيا.
(٦) « ز ، ك » : لمقدارها.
(٧) « ز ، ك » : بعضهم.
(٨) « ز ، ك » : ليس.
(٩) « ز ، ك » : فيكون.