هداية
[ في تعريف التعارض ]
في التعارض ، وهو تفاعل من العرض بمعنى الورود ، ومنه قوله تعالى : ( يُعْرَضُونَ عَلَيْها )(١) وقوله (٢) : ويوم العرض الأكبر وقولهم : « عرضت الناقة على الحوض » وفي اصطلاح الأصوليين على ما عرّفه غير واحد منهم (٣) عبارة عن تنافي مدلولي الدليلين فكان أحدهما في عرض الآخر ووارد عليه ، فيمنع كلّ واحد منهما عن الآخر ، فظهر وجه المناسبة بين المعنيين ، كما في قولهم : عرضني في الطريق عارض ، أي ورد عليّ وارد و (٤) منعني وسدّني (٥) عنه ، ومنه الاعتراض ، والمراد بالمدلول أعمّ من المطابقي والتضمّني والالتزامي ، وخرج بذلك الوارد والمورود كالأدلّة الاجتهادية والأصول العملية ؛ لعدم التنافي بين المدلولين فيهما فإنّ رحى الأصول العملية تدور على عدم العلم ومن المحال اجتماعه مع العلم ، كما هو المعتبر في الدليل الوارد ، وكذا خرج المتحاكمان كما في الأدلّة (٦) النافية للعسر والحرج بالنسبة إلى أدلّة سائر الأحكام ؛ إذ لا
__________________
(١) غافر : ٤٦ ؛ الشورى : ٤٥ ، وفي النسخ : ويوم يعرضون عليها ، وفي « س » : ويوم يعرض عليها. وفي التنزيل العزيز في سورة الأحقاف : ٢٠ و ٣٤ : ( وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ).
(٢) المثبت من « س » وفي سائر النسخ : قوله جلّ ذكره.
(٣) كما في القوانين ٢ : ٢٧٦ وفي تقريرات شريف العلماء للفاضل الأردكاني ( مخطوط ) ٤٩٤.
(٤) « ج ، م » : ـ و، وفي « د » : أي وارد منعني.
(٥) « ج » : وحدّني.
(٦) في النسخ : أدلّة.