يتفاوت الحال في ملاحظة الترتيب في هذين الصورتين كما لا يخفى.
الصورة الثالثة : أن يكون المعارضان ظاهرين بالنسبة إلى الثالث مع (١) ظهورهما أيضا ، فالنسبة بين الكلّ إمّا أن يكون التباين ، أو العموم من وجه ، أو في بعض الأوّل وفي الآخر الثاني ، فعلى الأوّل كما إذا ورد : « لا تكرم العلماء ، ويستحب إكرام العلماء ، ويباح إكرام العلماء (٢) » لأنّه من الرجوع إلى مرجّحات الصدور ، وعلى الأوّل (٣) كما إذا ورد : « أكرم العلماء ، ولا تكرم الفسّاق ، ويباح إكرام أهل البصرة » ففي مورد التعارض وهو العالم الفاسق البصري ، يحكم بالإجمال كما أنّه يحكم بالإجمال في العالم البصري ، والفاسق العالم ، والفاسق البصري ، وعلى الثالث كما إذا ورد : « أكرم العلماء ، ويباح إكرام العلماء ، ولا تكرم الفسّاق » فيعالج أوّلا بين المتباينين بالتخيير عند عدم المرجّح ، وعلى تقديره فيؤخذ به ، ثمّ يعالج بين الراجح أو المختار وبين الثالث.
الصورة الرابعة : الثالثة بحالها مع نصوصية أحدهما أيضا.
الصورة الخامسة والسادسة : أن يكون أحد المتعارضين نصّا والآخر ظاهرا بالنسبة إلى الثالث مع ظهورهما في نفسهما أو نصوصية أحدهما بالنسبة إلى الآخر أيضا ، والأمثلة (٤) كثيرة والحكم ظاهر ، والضابط في الكلّ هو تقديم الأظهر على الظاهر من غير ملاحظة الترتيب في حمل الظواهر على النصوص و (٥) تفصيل الأمثلة بذكرها يحتاج إلى زمان أوسع ممّا أحاط بنا من هذا الجزء من الزمان ، والله (٦) الموفّق وهو الهادي (٧).
__________________
(١) « ج » : ومع.
(٢) كذا. والظاهر وقع هنا سقط ، لأنّه ما جاء حكم الأوّل وجاء تعليله.
(٣) كذا. والصواب ظاهرا : الثاني.
(٤) « ج » : « السابعة » بدل : « الأمثلة » وموضعه في « س » بياض.
(٥) « ج ، س ، م » : « في » بدل « و ».
(٦) « م » : « إنّه » بدل « الله ».
(٧) في « د » : بدل « والله ... » : وإنّه الموفّق والمعين.