عبرة بهما.
وأمّا المرجّحات الخارجية فكالشهرة والإجماع (١) المنقول ونحوهما ممّا لا مدخل لها في الدلالة ؛ إذ لا يعقل أن يصير اللفظ دالاّ بعد تقارنه بالشهرة ، لكونها أجنبية عن اللفظ.
فإن قلنا باعتبار هذه الأمور الخارجية ، فالترجيح لمضمون الخبر الموافق لها لا لنفس الخبر ؛ لأنّ التعويل على أصالة الحقيقة إنّما يصحّ فيما لم تكن معارضة بمثلها ، ودفع المعارض فرع ما يصلح لأن تكون (٢) قرينة صارفة والمفروض انتفاؤها ؛ إذ الأمر الخارجي ممّا لا يصلح للصرف في عرف أهل اللسان ، فيحكم بالإجمال والتساقط ، والمفروض حجّية المقارن المطابق لأحد المضمونين فيرجع إليه.
وإن قلنا بعدم اعتبارها ، فالحقّ أنّها لا تأثير لها في شيء فلا يكون شيء منها مرجعا ، ولا مرجّحا ، أمّا الأوّل فظاهر ، وأمّا الثاني فلما عرفت من أنّ ترجيح أحد الظاهرين على الآخر فرع وجود ما يصلح لأن يكون مانعا عن الآخر ، والشهرة الحادثة بعد صدور الخبر أو (٣) الإجماع (٤) المنقول كيف يعقل أن يكون سببا لظهور اللفظ؟
اللهمّ إلاّ أن تكون (٥) كاشفة عن القرينة فيدور الأمر مدارها (٦) من حيث الاكتفاء بها ولو كانت مظنون الوجود أو لا ، نعم لو كشفت (٧) على وجه اليقين عن وجود القرينة المعتبرة في صرف اللفظ عند العرف ولو كانت ظنّية في حيال ذاتها صحّ التعويل عليها ، وعلى تقديره فالعبرة بالقرينة لا بالشهرة ، مثلا قوله تعالى : ( وَأُولاتُ الْأَحْمالِ
__________________
(١) المثبت من « س » وفي سائر النسخ : إجماع.
(٢) في النسخ : يكون.
(٣) « د » : و.
(٤) في النسخ : إجماع.
(٥) في النسخ : يكون.
(٦) « س » : مداره.
(٧) قوله : « نعم لو كشفت » ورد في نسخة « س » بعد « وجه اليقين ».