هداية
[ في حكم المتكافئين : التخيير أو التوقّف؟ ]
قد استوفينا أحكام التراجيح على حسب ما هو في وسعنا وقدّمنا الكلام في التعادل أيضا إلاّ أنّه لا بأس بإعادة الكلام فيه تنبيها على مطالب لم يسبق إليها الإشارة ، قد اختلفت كلمة أصحابنا المتمسّكين بالعروة الوثقى في أنّ الحكم بعد فقد الترجيح في الأخبار هل هو التوقّف ، أو التخيير؟ فالمنسوب إلى الأخباريين من أصحابنا رضوان الله عليهم هو الأوّل ، والمشهور من مذهب المجتهدين منهم شكر الله مساعيهم هو الثاني ومنشأ الخلاف بينهم اختلاف الأخبار ، وربّما يعاضد كلّ منهما بوجوه أخر على ما قدّمنا في بيان الأصل هل هو التساقط أو التخيير.
وكيف كان ، فتدلّ على الأوّل طائفة من الأخبار وهي صنفان : أحدهما : الأخبار العامّة الواردة في مقام حكم المشتبه وقد مرّ بجوابها في مباحث البراءة والاحتياط (١) ، الثاني : الأخبار الخاصّة بما إذا تعارض الخبران الآمرة بالتوقّف والإرجاء والاحتياط وهي كثيرة :
منها : ما في منقول الوسائل عن محمّد بن إدريس نقلا من كتاب مسائل الرجال [ ومكاتباتهم ل ] عليّ بن محمّد [ الهادي عليهالسلام مسائل ](٢) محمّد بن [ عليّ بن ] عيسى
__________________
(١) تقدّمت أخبارها في ج ٣ ، ص ٣٦٩ ـ ٣٧٠ وجوابها في ص ٣٧٦ ـ ٣٨٤.
(٢) بدل ما بين المعقوفين في النسخ : « بن ».