هداية حاوية للنهاية والبداية
[ في ذكر أدلّة حجّية الاستصحاب ]
قد عرفت فيما تقدّم عدم دلالة العقل على اعتبار الاستصحاب على ما رامه المثبتون بأذيال الوجوه الظنّية.
وأمّا الكتاب العزيز فقد يظهر من بعض (١) من لا مساس (٢) له بالفنّ الاستناد إلى بعض الآيات ، ونحن وإن استقصينا التأمّل في تقريبه ما وقفنا على محصّل منه إلاّ أنّ أمثال هذه التقريبات من أمثاله غير عزيز.
وأمّا الإجماع على إثبات (٣) القاعدة السارية في تمام الموارد ، فلم نقف على ناقل منه أو محصّل له.
وأمّا التمسّك بالأدلّة الدالّة على ثبوت الحالة السابقة حال اليقين بتقريب أنّها دالّة على ثبوت الأحكام المشكوكة في اللاحق استلزاما ، فليس بشيء أيضا ؛ لعدم الملازمة بين ثبوت الشيء ودوامه ، فإنّ ما ثبت جاز أن يدوم وجاز أن لا يدوم.
وأمّا الأخبار المرويّة عن السادة الأطهار عليهمالسلام فمستفيضة في هذا المضمار :
__________________
(١) في هامش النسخ ما عدا « ج » : ( هذا « ز ، ك » ) إشارة إلى ما حكاه البعض عن بعض مشايخ الكشفية من التمسّك بقوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ ) [ الرعد : ١١ ] « منه ».
(٢) « ك » : لا أنس.
(٣) « ز ، ك » : ـ إثبات.