منها : ما رواه شيخ الطائفة المحقّة في التهذيب عن شيخه المفيد عن أحمد بن محمّد بن الحسن عن أبيه عن محمّد بن الحسن الصفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن حسين بن [ الحسن بن ] أبان جميعا عن الحسين بن سعيد عن حمّاد عن حريز عن زرارة قال : قلت له عليهالسلام : الرجل ينام وهو على وضوء ، أتوجب الخفقة والخفقتان عليه الوضوء؟ فقال (١) عليهالسلام : « قد تنام العين ولا ينام القلب والأذن ، فإذا نامت العين والأذن والقلب وجب الوضوء » قلت له : فإن حرّك في (٢) جنبه شيء ولا يعلم به؟ قال عليهالسلام : « لا ، حتّى يستيقن أنّه قد نام حتّى يجيء من ذلك أمر بيّن ، وإلاّ فإنّه على يقين من وضوئه ، ولا ينقض (٣) اليقين أبدا بالشكّ ، ولكن ينقضه بيقين آخر » (٤).
وتوضيح المقام في تقريب المرام يحتاج إلى رسم أمرين :
[ الأمر ] الأوّل : في بيان سند الرواية ، فنقول : قد عدّها عدّة من أصحابنا في عداد الصحاح ، بل جعلها صاحب المعالم في المنتقى (٥) من المزكّاة في كلّ المراتب (٦) بتزكية عدلين.
ومع ذلك فقد نوقش (٧) في صحّة سندها : فتارة : بالإضمار ، فإنّ كتب الحديث غير التهذيب خالية عنها ، والإسناد إلى الباقر عليهالسلام كما في بعض مصنّفات الفنّ غير معتمد عليه بعد خلوّ كتاب الرواية عنه.
وأخرى : بعدم ظهور وثاقة أحمد بن محمّد من مهرة رجال الرجال ، وأمّا عدّه من مشايخ الإجازة فلا دلالة فيه على الوثاقة ؛ لوجوده في إبراهيم بن هاشم مع أنّ صاحب المعالم يرى روايته من الحسان دون الصحاح ، وقد قيل فيه : إنّه أوّل من
__________________
(١) « ز ، ك » : قال.
(٢) في المصدر : إلى.
(٣) « ج » : تنقض.
(٤) التهذيب ١ : ٨ / ١١ ، باب الأحداث الموجبة للطهارة ؛ وسائل الشيعة ١ : ٢٤٥ ، باب ١ من أبواب نواقض الوضوء ، ح ١.
(٥) منتقى الجمان ١ : ١٢٤.
(٦) « ك » : مرتبة.
(٧) « ز ، ك » : قد نوقش.