ولكنّه ينقض الشكّ باليقين ويتمّ على اليقين فيبنى عليه ، ولا يعتدّ بالشكّ في حال من الحالات » (١).
والكلام في هذه الرواية يقع (٢) تارة : في السند ، وأخرى : في الدلالة.
أمّا الأوّل : فقد عرفت أنّ لشيخنا الكليني فيها طريقين (٣) : أحدهما : ما فيه إبراهيم بن هاشم ، والآخر : ما فيه محمّد بن إسماعيل ، وهو على الأوّل حسن ، لما قرع الأسماع من حال إبراهيم ، وعلى الثاني فالظاهر أنّه صحيح أيضا ، فإنّ محمّد بن إسماعيل هو البندقي النيشابوري كما ذكر في مقدّمات المنتقى (٤) وهو ظاهر الوثاقة ، وأمّا ابن بزيع وإن كان في طبقة الفضل إلاّ أنّه يبعد رواية الكليني عنه ، فإنّ المذكور في ترجمته أنّه من رجال أبي الحسن موسى وأدرك أبا جعفر الثاني ، وظاهر الإدراك موته قبله عليهالسلام والكليني مات بعد تكميل المائة الثالثة وانقضاء تسع وعشرين بعده. قال الأستاد دام مجده (٥) : ويمكن رفع الاستبعاد بأنّ الكليني كان في الغيبة الصغرى وتاريخها نور (٦) ، والرضا عليهالسلام كان في المائتين ، والفرق بينهما ستّة وخمسون ، ولا يبعد (٧) بقاء (٨) [ محمّد بن ] إسماعيل في تلك المدّة ، فلعلّه كان في أواخر عمر المرويّ عنه (٩) وأوائل عمر الراوي ، فتدبّر.
وأمّا الثاني : فدلالتها مبنيّة على إرادة الجنس من اللام في اليقين مع احتمال العهدية على وجه لا مانع من عدم الأخذ بأصالة الحقيقة ، مضافا إلى اشتمال الرواية على ما يخالف الإجماع من البناء على الأقلّ على ما هو ظاهر ، فلا بدّ إمّا (١٠) من (١١) طرحها أو
__________________
(١) الكافى ٣ : ٣٥١ ، باب السهو في الثلاث والأربع ، ح ٣ ؛ وسائل الشيعة ٨ : ٢١٦ ـ ٢١٧ ، باب ١٠ من أبواب الخلل الواقع في الصلاة ، ح ٣.
(٢) « ج ، م » : فيقع.
(٣) المثبت من « ج » وفي سائر النسخ : طريقان.
(٤) المنتقى ١ : ٤٥ ، في الفائدة الثانية عشرة.
(٥) « ز ، ك » : ـ دام مجده.
(٦) « ج » : ـ وتاريخها نور.
(٧) « ز ، ك » : فالأبعد.
(٨) « م » : لقاء.
(٩) « ز ، ج ، ك » ـ عنه.
(١٠) « ز ، ك » : ـ إمّا.
(١١) « م » : ـ من.