والحسن الذي رواه الممدوح كثيرا ـ كإبراهيم بن هاشم ـ أحسن من غيره.
والموثّق الذي رواه من له توثيق متين (١) ـ كعليّ بن فضّال وأبان بن عثمان ـ أقوى من غيره.
والضعيف إذا كان جميع رواته فاسدي المذهب ، مجروحين بالكذب أيضا ، أضعف ممّا بعض رواته كذلك ، وهو أضعف ممّا كان بعض رواته فاسد العقيدة وإن لم يكن مجروحا بالكذب ، وهو أضعف ممّا كان بعض من في طريقه مجهولا مطلقا. وقس عليها أمثالها.
ويظهر الفائدة في مقام التعارض والترجيح.
تتمّة
لا كلام في حجّيّة الخبر الصحيح وكونه مؤسّسا للحكم الشرعي بالشروط المتقدّمة (٢) ، وقد ظهر حجّيّة الموثّق أيضا.
وأمّا الحسن ، فالتحقيق فيه أنّ سبب الحسن إن كان ممّا يظهر منه التثبّت وحصول الظنّ المعتبر بالعدالة أو الوثاقة ، فمقبول ، وإلاّ فلا. مثلا : إذا كان أسباب الحسن قولهم : « صدوق » أو « حجّة » أو « حديثه ممّا يحتجّ به » أو « صالح الحديث » أو « المسكون إلى روايته » يفيد التثبّت وظنّ الوثاقة. وكذا « مشكور » و « خيّر » أو (٣) « ديّن » أو (٤) « متقن » أو « ثبت » أو « ضابط » أو « حافظ » أو « صالح » أو (٥) « زاهد » ظاهرا. وللمنع فيها مجال خصوصا في الأخيرين.
وأمّا « شيخ » أو « عالم » أو « فاضل » أو « جليل » ، فلا يفيد المطلوب ، وإن أمكن القول به (٦) في الأخيرين.
قيل : وفي الأوّل أيضا إن اريد به المتقدّم في رئاسة الحديث (٧).
وفيه تأمّل.
__________________
(١) في « ب » : « مبين ».
(٢) تقدّم آنفا.
(٣ ـ ٥) في « ب » : « و ».
(٦) أي إفادة المطلوب. والأولى : « بها ».
(٧) ذكر أحمد البصري في فائق المقال : ٣٤ لفظ « شيخ » في ذيل عنوان « ألفاظ التعديل » ثمّ قال : « فيفيد المدح المطلق ».